محمد النقلى يكتب : إصطباحه ” أوراق من التاريخ ..( 2 ) قتيبه وسمرقند .. والكنيسه البطرسيه”

بدأت المحاكمة .. ونادى الغلام : ياقتيبة (هكذا بلا لقب) ، فجاء القائد المسلم” قتيبه بن مسلم ” .. ذلك القائد الأسطوره الذي لُقب  ” بفاتح المشرق ” .. جلس قتيبه ومعه كبير الكهنه أمام القاضي .. قال القاضي لكبير الكهنه .. ما دعواك يا سمرقندي ؟ قال : إجتاحنا قتيبه بجيشهِ .. ولم يدعونا إلى الإسلام .. ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا .

  إلتفت القاضي إلى قتيبه .. وسأله ما قوله فيما إدعاه كبير كهنة سمرقند .. قال قتيبه .. ” الحرب خُدعه .. وهذا بلدٌ عظيم وكل البلدان من حولهِ كانوا يقاومون .. ولم يقبلوا بدخول الإسلام .. ولا بدفع الجزيه ” .. فسأله القاضي .. وهل دعوتهم للإسلام و بينت لهم إما إعتناق الإسلام أو الجزيه أو الحرب ؟ قال قتيبه : لا .. إنما باغتناهم لما ذكرت لك .. قال القاضي .. أهذا كل ماعندك ؟ أرك قد أقررت بما قال وإدعى كبير الكهنه .. وإذا أقر المدعي عليه .. إنتهت المحاكمه .. فهل لديك ماتضيفه ؟ رد ” فاتح المشرق ” قتيبه بن مسلم وقال .. لا

أنظروا ماذا قال القاضي .. وبماذا كان حكمه .. قال ياقتيبه ..

 “ ما نصر الله الإسلام إلا بإجتناب الغدر وإقامة العدل

  ثم قال : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك المحال والدور وأن لايبقى في سمرقند أحد . لم يصدق الحاضرين ما شاهدوه وسمعوه .. فلا شهود ولا أدله .. ولم تدم المحاكمه إلا دقائق معدوده .. ولم يشعروا إلا بالقاضي والغلام وقتيبه ينصرفون أمامهم .. ولم تغرب شمس ذلك اليوم إلا وكان الجميع مغادر سمرقند .. هذا هو الإسلام .. وهكذا كانوا المسلمين  .. قاضي يحكم بما أنزل الله .. بالعدل و القسطاس .. وقائد فاتح .. مغوار .. فتح الشرق كله .. يستجيب ويرضخ لما قضى به ذلك القاضي .. بلا مجادله ولا مراوغه .

  تذكرت تلك القصه التاريخيه .. وأنا أتابع بكل أسى خبر تفجير الكنيسه البطرسيه بالعباسيه الأحد الماضي .. وتساءلت .. كيف كانوا اولئك المسلمين الأوائل .. وكيف أصبحنا ؟ هم تلقوا تعاليمهم ومبادئهم من نفس ” القرآن ” الذي تلقينا .. ونتلقى منه .. رسولهم ص.ع .. هو .. هو رسولنا .. صلاتهم ..عبادتهم .. مناسكهم .. هى نفس مانؤديها .. من أين جاء ذلك المعتوه بالآيه .. أو النص .. أو الفكره التي أعطته حق القتل والتفجير والترويع ؟ .. أي إلهٍ يعبد ؟ ومن هو ذلك الإله الذي أمر بقتل ” الآخر ” لكونهِ مختلف عقائدياً  .. وعابدٌ لإلهٍ غيره ؟ أهو دينٌ جديد .. ؟

إذا كان ” القرآن ” هو ” القرآن ” .. والرسول (ص.ع) هو نفس الرسول .. ألخ , ورغم ذلك لم نكن يوماً كالأوائل .. إذن فلنبحث في ” الوسائط ” المتعدده .. التي بيننا وبينهم .. وأقصد بها مايسمى ” بكتب التراث الإسلامي ” لعلنا نجد إجابه ؟ .. أعلم بأنه قد بحت الأصوات في طلب ذلك الأمر .. ولكني أعلم أيضاً إنه في ” الإعاده .. إفاده ” و ” التكرار يعلم ال……. “

” إستقيموا يرحمكم الله “

بقلم : محمدعلي النقلي

Elnokaly61@gmail.com

اقرأ للكاتب :

أوراق من التاريخ .. هكذا كانوا .. وهكذا نحن

ليتهُ إكتمل ..

 

شكرا للتعليق على الموضوع