ياسمين مجدي تكتب: القصة هي
القصة يا سادة هي قصة فتاه شابة صغيرة في السن فكان يومها يبدأ من الخامسة فجراً تستيقظ لتنتظم في تمريناتها اليومية التي كانت تنتهي منها في السابعة صباحًا ثم تعود مسرعة للمنزل لتبدل ملابس الرياضة بملابس الجامعة لتلحق بمحاضراتها بانتظام ثم تعود مرة أخرى لمنزلها في الخامسة مساءًا لتبدل ملابس الجامعة بملابسها الرياضية ثم العودة لمكان التدريبات التي تنتظم بها هكذا يومياً دون كلل أو ملل…
دون تعب أو إحباط لمواصلة المشوار لتحقيق هدفها و حلمها الأكبر في المجال التعليمي أولاً فهي متفوقة في دراستها والأولى على دفعتها رغم أنها تدرس في كلية الصيدلة ، هي كلية عملية شاقة في دراستها ورغم ذلك قبلت التحدي وحققت هدفها في الرياضة أيضاً فهذا المشوار الصعب كان من أجل الفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو المنقضية وقد كان يا سادة .
هذا هو مثال واحد للعديد من الأبطال الرياضيين الذين صنعوا الأمجاد لهم وللتاريخ ورفعوا اسم مصر عالياً في المحافل المختلفة بمجهودهم وتعبهم فليس هم فقط بل هناك أيضاً الأبطال من ذوي القدرات الخاصة الذين سيلحقوا بهم والذين سافروا ليؤدوا دورهم هم أيضاً في العديد من الألعاب الرياضية ويرفعوا اسم مصر كما فعل زملاؤهم من قبلهم.
فلم يفكروا يوماً مثلما يفكر معظم شباب تلك الأيام في الذهاب والجلوس في المقاهي لشرب ما هو ضاربالصحة أو يفكروا يوماً بالذهاب للساحل والسخنة ويستمتعوا بحفل هذا المطرب أو ذاك أو حتى يتمتعوا بأقل متع الحياة هي الجلوس بالساعات أمام شاشات الكمبيوتروالهواتف الذكية يضيعوا أوقاتهم وصحتهم فيما لا يفيد فكما يقولوا في الحكمة”العقل السليم في الجسم السليم”، وهذا يا سادة ما لابد أن نعلمه في المدارس والجامعات فلابد من الاهتمام بالجانب الرياضي من البداية لكن ترى يا قرائي لماذا نرى هؤلاء الأبطال هكذا؟
لأنهم لم يفكروا إلا في بناء عقل سليم وجسم سليم ينفعوا به أنفسهم ويرفعوا به اسم مصر عالياَ في المحافل الدولية لأنهم يحفظوا الجميل لهذا البلد الذين نشأوا في خيراته فيريدوا أن يردوا له الجميل ولو بأقل القليل.
أكتب هذا المقال للنشء الجديد الذي للأسف كل همومه الآن تنحصر في الجلوس بالساعات الطوال أمام شاشات الكمبيوتر والإنترنت مما يسبب خطورة جسيمة على صحتهم العقلية والنفسية والجسمانية أيضاً فبدلا من قضاء الوقت فيما لا يفيد وهي نصيحتي الأولى لللأولاد الصغار أن يذهبوا النوادي الرياضية ومراكز الشباب التي من واجبها إلقاء الضوء على الأبطال المميزين في الرياضات المختلفة وتقديمهم للمجتمع والتركيز في تنمية هواياتهم منذ الصغر حتى يستفيدوا منها في المستقبل.
أما نصيحتي الثانية للأباء الأمهات خاصة العاملات منهن أن يهتموا أكثر من ذلك بأولادهم في المجال التعليمي والرياضي وألا يتركوهم فريسة لهذا الشبح المخيف الذي يدعى التلفاز والهواتف الذكية والدخول على الانترنت.
وأن يراعوا في تقسيم أوقاتهم إدخار الوقت للجلوس مع أطفالهم وحثهم على القراءة والاطلاع المذاكرة أن يقوم الآباء برواية قصص الأبطال على الأطفال حتى يستفيدوا منها وتكون عبرة وعظة لهم ولتنمية روح الولاء والانتماء للبلد الحبيب بداخلهم منذ الصغر حتى نتمكن من خلق جيل جديد يرفع اسم مصرعاليًا في عنان السماء في العديد من المجالات وليس الرياضة فقط.
اقرأ للكاتبة