محمد النقلى يكتب : إصطباحه ” الأخلاق .. “

  الأخلاق هى الطبع والسجيه التي تصدر من داخل الإنسان على هيئة سلوك بتلقائيه ودون تفكير .. فتعكس نفسه وصفاتها .. فإذا كانت الأفعال حسنه .. سمى صاحبها .. ذا خُلقٍ حسن .. والعكس صحيح .

وقد عرف الإسلام الأخلاق .. بأنها مجموعة قواعد ومبادئ أقرها الوحيُ .. من خلال القرآن الكريم والسُنّه النبويه .. تهدف إلى ضبط وتنظيم سلوك الأفراد مع باقي أفراد المجتمع بمختلف الظروف والأماكن و الأزمنه .. حتى يتحقق الهدف الذي من أجلهِ يحيا الفرد .. وقد حثت جميع الأديان على حُسن الأخلاق .. وإعتبرتها معياراً لتقدم الشعوب والحضارات .. وقد قال الرسول (ص.ع) .. ” إنّما بُعثت ُلأُتمم مكارم الأخلاق “ .. وقال .. ” إن من أحبكُم إليَّ وأقربكم منِّي مجلساً يوم القيامه .. أحاسِنكُم أخلاقاً .. إلخ “ .. وقال الله تعالى .. وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ “ (4) القلم .

وقال أمير الشعراء ” أحمد شوقي ” ..

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه … فقوّم النفس بالأخلاق تستقمُ

ولمعرفة جانب من حُسن الخُلق .. الذي كان , ولم يعُد موجوداً (للأسف) بيننا .. لنستمع إلى قصه حدثت بالفعل في صدر الإسلام .. ولكنها لغير مسلم .. لرجلٍ لم يدخل الإسلام وقتها ..

فرقوا بينها وبين زوجها .. إذ واصل سيره مهاجراً إلى المدينة .. وبينها وبين ولدها .. إذ أخذوه منها أهل زوجها .. تلك كانت “أم سلمة ” رضى الله عنها وأرضاها .. فكانت تخرج كل صباح إلى ” الأبطح ” (موضع بمكه المكرمه) وتجلس وتبكي .. إلى أن ردوا إليها ولدها .. وسمحوا لها بأن تلحق بزوجها .. فأخذت إبنها وبعيرها وأرادت اللحاق بزوجها .. وما معها أحد من خلق الله .. حتى وصلت إلى ” التنعيم ” .. وإلتقت ” عثمان بن طلحه ” الذي كان على الشرك وقتها ولم يدخل بعد الإسلام .. وسألها .. إلى أين يابنت أبي أُميه ؟ فروت له مابها , وماتريده من اللحاق بزوجها الذي سبقها مهاجراً إلى المدينة .. وعلم إنها وحدها وليس معها أحد !! فقال لها ..  ” والله مالك من مَترك ” .. فأخذ بخطام بعيرها وإنطلق إلى المدينة .. حتي أوصلها .. وتركها ثم عاد من حيثُ أتى !! فتقول أم سلمى ” والله مارآيت قط رجلاً أكرم من “عثمان بن أبي طلحه ” .. لم يدخل عثمان بن طلحه الإسلام إلا في ” صلح الحديبيه ” .. هذه كانت أخلاق رجلٌ مشرك لم يدخل الإسلام وقتها !! فمن منَّا الآن يستطيع أن يتشبه بهذا العثمان .. ويضرب رقماً قياسياً في الكرم النفسي .. والإحسان .. والعفَّه .. مع إمرأه وحيده .. في صحراء لأ أخضر فيها ولا ماء .. ولا متابع أو مراقب ؟!

ولايتوقف الأمر عند بن أبي طلحه فقط .. ولكنها كانت تلك عموم أخلاق العرب في وقتٍ كان يطلق عليه ” العصر الجاهلي ” فأين نحن من أخلاق ” الجاهليه  ؟! لا أقول .. أين نحن من أخلاق الرسول (ص.ع) .. وصحابته .. فيبدو أن هذا .. حُلمٌ بعيد .

  ياساده .. الأمم تضمحل وتندثر إذا ما إنعدمت فيها الأخلاق وإنتشر فيها الكذب .. والفساد .. والخداع .. والغش , وإذا أصبح فيها ” الخلوق ” غريباً .. منبوذاً .. لا يؤخذ له رأى .. ولا تسند له أمانه .. حقاً ..

فمن يريد ” الصدوق ” في مجتمع يسوده .. ويعتليه  ” الكذوب ” ؟؟

” إستقيموا يرحمكم الله “

بقلم : محمدعلي النقلي

Elnokaly61@gmail.com

اقرأ للكاتب :

إصطباحه ” عادات وتقاليد .. “

شكرا للتعليق على الموضوع