استقالة رئيس البنك الأهلي السعودي بعد تصريحاته بخصوص كريدي سويس
استقال عمار الخضيري رئيس البنك الأهلي السعودي، المساهم الأكبر في مصرف كريدي سويس الذي تعثر خلال الشهر الحالي وهو محور خطة إنقاذ راهنة، وفقا لما جاء في بيان نشر في البورصة السعودية.
وأفاد البيان أن مجلس إدارة البنك الأهلي “وافق على قبول استقالة” عمار الخضيري – الذي ساعدت تعليقاته في إحداث هبوط في أسهم مصرف كريدي سويس أدى في نهاية المطاف إلى الاستحواذ عليه من قبل منافسه يو بي إس – “لظروف خاصة”.
وكانت أسهم كريدي سويس تراجعت بأكثر من 30% بعد أن أعلن الخضيري في 15 مارس أن أكبر مساهم فيه – البنك الأهلي السعودي – “لن يُقدّم على الإطلاق” المزيد من الأموال للبنك السويسري إذا كانت هناك دعوة أخرى للسيولة الإضافية.
وبعد ساعات، اضطر المصرف الوطني السويسري إلى الموافقة على إقراض كريدي سويس ما يصل إلى 50 مليار فرنك سويسري (حوالي 54 مليار دولار) لدعم مالياته.
في اليوم التالي تحسنت أسهم المصرف السويسري في الأسواق المالية بعدما حصل على 54 مليار دولار من المصرف الوطني السويسري في محاولة لطمأنة المستثمرين، لكن التمويل الطارئ فشل في استعادة ثقة السوق ولم يكن من الممكن تجنب بدء سباق على الاستحواذ على كريدي سويس..
وفي 19مارس، استحوذ مصرف “يو بي إس” الأكبر في سويسرا على “كريدي سويس” بسعر زهيد.
انهيار مصرف كريدي سويس: العواقب المرتقبة والأسئلة المفتوحة
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرت الأسبوع الماضي أن استثمار البنك الأهلي السعودي مبلغ 1,5 مليار دولار في كريدي سويس أتى بطلب من ولي عهد السعودية والحاكم الفعلي للبلاد الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت الصحيفة أن بعض المسؤولين في الصندوق السيادي السعودي رأوا يومها أن العملية “دونها مخاطر كثيرة (..) وتثير مسائل قانونية واحتمال تكبد خسائر كبيرة في المستقبل”.
وفي 16 مارس الجاري، قال الخضيري في مقابلة مع محطة “سي ان بي سي” إن “هذا ذعر غير مبرر بتاتا إن على صعيد كريدي سويس أو السوق برمتها”.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في اليوم ذاته، اعتبر وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن رد الفعل الأسواق قد يكون “مبالغا فيه” لأنها غير مستقرة.
ومن دون تسمية مؤسسات مالية معيّنة، قال الجدعان إن إخفاقات عدة بما في ذلك على المستوى التنظيمي أجّجت اضطرابات في القطاع سواء على صعيد “الإشراف” أو “الإدارة”، فضلا عن “عدم التطابق” بين الأصول والالتزامات.
لكنه أضاف أن لا علاقة لبلاده بذلك.
وسيخلف الرئيس التنفيذي للبنك سعيد بن محمد الغامدي، الخضيري في منصبه وعيّن محلّه بدوره طلال أحمد الخريجي.
يُشار إلى أن البنك الأهلي السعودي، المملوك بنسبة 37% لصندوق الثروة السيادية للمملكة، استحوذ العام الماضي على 9.9% من كريدي سويس مقابل 1.4 مليار فرنك.
وقد تقلص هذا الاستثمار بحوالي 80% بعد صفقة الاستحواذ التي قام بها مصرف يو بي اس والتي قيمت أسهم الائتمان بأقل بكثير من سعر تداولها في الأيام التي سبقت الإنقاذ الدراماتيكي لثاني أكبر مصرف في سويسرا.
هل يُمكن أن يكون مصرفٌ بضخامة “يو بي أس” أمراً سيئاً بالنسبة لسويسرا؟
على صعيد آخر، قالت هيئة الرقابة السويسرية على الأسواق المالية (فينما) يوم الأحد 26 مارس الجاري إنها تدرس سُبُل محاسبة مسؤولي كريدي سويس إثر تعثر المصرف.
وقالت الهيئة في مقابلة نشرتها أسبوعية “نويه تسورخر تسايتونغ أم سونتاغ” (تصدر بالألمانية في زيورخ): “لسنا سلطة جنائية لكننا نستطلع الاحتمالات المناسبة”.
اقرأ ايضاً
تدشين أول كيان رسمي للشركات المقيدة في البورصة والعاملة في الخدمات المالية غير المصرفية.. قريبًا