حمدي حسن يكتب: التسامح خلقٌ إسلاميٌّ أصيلٌ
التسامح يعنى الصفح والعفو والإحسان وهو خلقٌ إسلاميٌّ أصيلٌ وجعله منهاجاً لتعامل المسلم مع إخوانه لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ التغابن: 14 ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ الشورى: 40 وثبت في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (رحم الله رجلًا سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى )
العفو رحمة بالمسيء وامتثال لأمر الله.وتوثيق للروابط الاجتماعية التي تتعرض إلى الوهن والانفصام بسبب إساءة بعضنا إلى بعض والعفو والصفح سبيل إلى الألفة والمودة بين أفراد المجتمع وبالعفو تكتسب الرفعة والمحبة عند الله وعند الناس والإنسان المسلم يعتقد أن الأنبياء إخوة جاؤوا بجوهر رسالة واحدة وهي التوحيد فلا تفاضل بينهم من حيث الرسالة وأن المسلمين يؤمنوا بهم جميعاً مع الإقرار على أن محمد -عليه الصلاة والسلام- خاتم الأنبياء والمرسلين صاحب الرسالة الخالدة. ويعتقد المسلم أن العقيدة لا إكراه عليها وأن يتحلى بها الإنسان المسلم التي تدل على تسامحه الديني والاختلاف في العقيدة لا يجعل الإنسان المسلم يتعدى على غيره المخالف له في الاعتقاد. والتسامح الديني هو ضرورةٌ هامّة لأنها القاعدة الأساسية في تعاملنا مع الآخر ذلك لأن الاختلاف أمر قدره الله تعالى لتقوم الحجة على المخالف لكن ليس الاقتتال والنزاع. أما ما نجده ممن حولنا من التنوع في الأعراق والأجناس والألوان واللغات فإنما يدعو إلى التعارف والتقارب لا التنافر والفرقة وهذا ما يمكننا تسميته بالتسامح الثقافي والعفو والتسامح سبيل لمحبة الشخص بين العباد وعند ربه فالهيّن اللين له مقام رفيع عند الله تعالى والعفو والتسامح يكسب المجتمع صبغة حسنة فتكون الطمأنينة مخيمة على الأفراد كلهم وقال الله تعالى في سورة الشورى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ ومن أمثلة العفو والتسامح موقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أهل مكة لما فتح مكة بإذن الله العظيم ووقف بين يديه مشركي القوم وأمامه رجال من الذين آذوه وعذبوه ووقفوا في وجه دعوته ولما سألهم عن ظنّهم بفعلة معهم قالوا له أخ كريم وابن أخ كريم فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان عفا عنهم
وتلتزم الأمم المتحدة بدعم التسامح بين الدول من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب. وتكمن هذا الالتزام في جوهر ميثاق الأمم المتحدة، وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهي أكثر أهمية في هذه الحقبة التي تشهد زيادة التطرف العنيف واتساع الصراعات الدولية. وأنشئت الأمم المتحدة جائزة تُمنح كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح شخصيات أو مؤسسات أو منظمات امتازت بمبادرات جديرة بالتقدير بروح من التسامح واللاعنف.
اقرأ للكاتب
حمدي حسن يكتب: التراث هو الشاهد على الإنسان لإعمار الأرض