حمدي حسن يكتب: التراث هو الشاهد على الإنسان لإعمار الأرض

إن اليوم العالمي للتراث هو يوم حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية للاحتفاء به كل عام برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي وهى فرصة لتوعية الشعوب لحماية التراث الإنساني وفرصة لمراجعة مفهوم التراث الإنساني ويعتبر التراث الإنساني هو الشاهد على الإنسان وعلى إعمار للأرض لأن مفهوم التراث مازال مشوشا لان هناك آثار لم تدخل إلى الآن قائمة التراث الإنساني على الرغم من أهميتها وتاريخها العريق ولذلك لم تحظى باهتمام كبير لذلك يجب أن يكون هناك قوانين وتشريعات لحماية الأنماط العمرانية التي تعتبر جزءا من الهوية. مثل البيوت والمنازل التى هي أيضا تراث إنساني واستبدال نمط البيت الريفي بأنماط عمرانية جديدة يعرضها إلى التدمير وتدميرها يعتبر تدمير أثر إنساني.

ومنذ عام 1972 والعالم يحتفل فى 18 ابريل من كل عام بيوم التراث العالمي وهو اليوم الذى حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية للاحتفال به كل عام برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس.

وقد جاءت هذه الاتفاقية بسبب العبث الذى يمارس ببعض المواقع الأثرية وتدميرها مع غياب التشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلزم المؤسسات والأفراد الحفاظ على المواقع التراثية والأثرية.

وتعود أهمية هذا اليوم إلى التذكير بالتراث الإنساني الكبير سواء كان تراثا عمرانيا أو طبيعيا وهو ما يلزمنا الحفاظ عليه ويعتبر التراث الإنساني هو الشاهد على الإنسان إعمار للأرض والشاهد على إنجازه وتطوره وتفاعل الحضارات الإنسانية فالتراث هو بمثابة مفتاح الهوية فهو المفتاح على مجهود البشر في إعمار الأرض وأن أي تدمير للتراث أو تشويهه يصب في النهاية في تشويه الأمة والوطن بالكامل لذلك يجب الحفاظ على كل ما خلفه الإنسان لأنه هو التراث الإنساني الذي يجب المحافظة عليه لأنه واجب إنساني.

والتراث المصري يعد من أهم المعالم الأثرية على مستوى العالم حيث سجل حوالي تسعة مواقع من الحضارة المصرية من ضمن القائمة الرئيسية للتراث العالمي كتراث عظيمًا يزيد عمره عن السبعة آلاف سنة ومن ضمنها معابد النوبة مثل معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل ودار عبادة إيزيس بجزيرة فيلة.

ولكي نحافظ على التراث الإنساني يجب اعتباره مكوناً مهماً من مكونات شخصيتنا المستقبلية ولا يمكن الحفاظ على التراث دون الاقتناع التام بأن للماضي تأثيراً مهماً على المستقبل وأنه سراج يضيء لنا الطريق الذي سوف نسلكه مستقبلاً.

 إذاً فالأسباب التي تدعو إلى الحفاظ على التراث كثيرة ومتعددة    والتراث هو كل ما تركه لنا الآباء والأجداد من إرث مادي ومعنوي. وهو مصطلح يضم العادات والتقاليد والقيم الثقافية والروحية ومن أجل الحفاظ على تراثنا الثقافي حياً ونشطاً لا بد من اقتناع كامل إن تراثنا غير جامد وقابل للتطوير والتغيير ليواكب العصر والزمان الذي نعيش فيه وبهذا تنجح جهود الحفاظ على التراث.

والواقع هناك عوامل عديدة تؤثر في كل جهد يبذل في سبيل المحافظة على التراث واعتباره مكوناً ثقافياً مهماً وهذه العوامل هي: اللغة والدين والقيم الروحية والتعليم.

اقرأ للكاتب

حمدي حسن يكتب: الجمعيات الأهلية في مصر ودورًها التنموي‎‎

شكرا للتعليق على الموضوع