محمد النقلى يكتب : اصطباحه ” أيوه .. هي “طابونه “

     أخيرا .. رأينا السيد الرئيس غاضبا .. ثائرا وهويتحدث عن أراضي الدوله المعتدى عليها .. لم نره من قبل ثائرا هكذا حتى في أحلك الظروف والأوقات .. وما أكثرها .. خصوصاً في السنوات القليلة الماضيه منذ توليه سلطة البلاد !! وتعجبت  لذلك .. والعجب ليس لغضبه وثورته .. لا .. فجميعنا يغضب ويثور .. والبعض قد يغضب لأتفه الأسباب .. ولكن الملفت للنظر في غضب فخامة الرئيس .. إنه بدا وكأنه سمع بخبر الإستيلاء على أراضي الدوله منذ قليل .. ولأول مره !! رغم أن عمليات الإستيلاء تلك .. قد بدأت منذ أكثر من 50 عاماً .. إلى أن صارت تتم بشكل منظم وممنهج .. المهم .. أصدر الرئيس أوامره باسترداد تلك الأراضي .. وهو الأمر والقرار الصائب والذي تأخر كثيرا جدا .. ولكن ” أن تأتي متأخرا .. خير من ألا تأتي  أبدا ” ..

    اما الأهم في كل ذلك .. انه وفي معرض حديثه الغاضب عن تلك الأراضي .. سأل مستنكرا ” .. هى طابونه ؟!! ” .. وهو تعبير شعبي دارج نستخدمه كثيرا عندما نرى أن هناك أمورا تحدث بلا ضابط أو رابط .. وسواء كان سؤال فخامة الرئيس استنكارا .. أو استفهاما .. فليسمح لي سيادته بالرد والإجابة ..

       أيوه يا سيادة الرئيس .. هي طابونه ، ومن زمااااان .. ولن أتحدث عن زمان وما كان وحدث فيه .. فالحديث فيه كأننا .. وكما يقول المثل الشعبي ” بنحكي في المحكي ” .. إذن .. دعنا نتحدث عن الآن .. ومايحدث .. أو حدث في الماضي القريب

– لما .. الناس تختار من ينوب عنها في التعامل مع الحكومه والنظام .. ثم يصبح النواب .. نوابا عن الحكومه والنظام .. تبقى طابونه

– لما .. نواب الشعب .. ينسوا الشعب في عز أزمته الإقتصاديه ويشتروا سيارات مصفحة بملايين الجنيهات .. تبقى طابونه

– لما .. نواب الشعب يسنوا قانون يتيح للسلطة التنفيذيه التغول على السلطه القضائية لإرضاء سيادتكم .. وتوافق على ذلك .. وبسرعة البرق .. تبقى طابونه

– لما .. حقوق وقضايا الناس تتوه في أروقة ودهاليز المحاكم لعشرات السنين .. تبقى طابونه

– لما .. إلى الآن لم تتضح أي معالم لإصلاح منظومة التعليم .. رغم سهولة إيجاد حلول ( اذا أراد النظام ) .. وتستمر فوضى التعليم .. إلى أن يصبح التعليم في مصر غير مصنف عالميا .. تبقى طابونه

– لما .. يتم إسناد غالبية المشروعات في الدوله ، من حيث الإشراف أو التنفيذ .. إلى القوات المسلحه .. بحجة إنها الأكثر التزاما .. ده اعتراف مباشر وصريح من سيادتكم   أن الجهات التنفيذيه الأخرى .. طابونه

– لما .. المرور في الشارع المصري يترك لمافيا الميكروباص والتوكتوك .. ومازال الشارع يعج بالفوضى .. دون أدنى وجود لأي جهه منوط بها التنظيم .. تبقى طابونه

– لما .. يتم غلق منطقه بأكملها ( م . الجديده ) لمجرد أن سيادتك مسافر أو قادم من الخارج .. وما يترتب على ذلك من وقف حال الناس بالساعات .. رغم سهولة تنقلكم  بهليكوبتر .. فلا تستطيع سيارة مطافيء أن تصل لأطفاء حريق .. أو إسعاف لإنقاذ مريض .. أو سيارة نجده لموقع حادث .. أو موظف وعامل لعمله .. فليذهب الجميع إلى الجحيم .. المهم هو تأمين موكب سيادتكم .. تبقى ايه .. غير طابونه

– لما .. مريض لا يجد علاجه في المستشفيات الحكوميه .. ويترك فريسة أما للموت أواستغلال مستشفيات البيزنس .. تبقى طابونه

– لما .. يستمر إلى الآن فساد المحليات ولا تجد الأجهزه المعنيه بالرقابة أى وسيله رقابيه لضبط وربط عمل تلك المحليات .. بل وغض الطرف عن فسادها .. تبقى طابونه

   لما .. ولما .. ولما حاجات كتيررررر تكون موجوده بهذا الشكل .. تبقى طابونه

يعني التعليم طابونه .. والصحه طابونه .. و الشارع طابونه .. والمحليات طابونه .. والقوانين والأنظمة طابونه .. يبقى ايه فاضل تاني ؟!!!!

        سيدي الرئيس .. العجيب ليس في سؤالكم نفسه .. ولكن العجب .. كل العجب كان في استنكاركم رغم كل ذلك .. هي طابونه ؟!!

سيدي الرئيس  .. انت سألت .. وأنا جاوبت .. أيوه هي .. طابونه

” فستذكرون ما أقولُ لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد “

“استقيموا يرحمكم الله “

بقلم .. محمدعلى النقلى

اقرأ للكاتب :

اصطباحه “بلاغ إلى النائب العام “

 

 

شكرا للتعليق على الموضوع