حمدي حسن يكتب: هيئة اليونسكو وانقاذ اثار النوبة‎‎

إن حملة إنقاذ آثار النوبة هي أكبر حملة دولية لإنقاذ آثار في تاريخ العالم شاركت فيها أكثر من 50 دولة وذلك عندما شرعت الدولة المصرية في بناء السد العالي مع حلول عام 1959 وايقنت الحكومة المصرية بأنه لا مفر من بناء السد وهذا السد سوف يحجز مياه يصنع بحيرة تمتد لأكثر من 350 كيلو متر وهذه البحيرة سوف تغرق تحتها اثار النوبة حوالي 22 اثر تمتد بطول البحيرة.

ولذلك قام الدكتور ثروت عكاشة وزير الإرشاد آنذاك بدعوة العالم والمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة هيئة اليونسكو في 6 أبريل 1959 إلى المساهمة فى إنقاذ آثار النوبة من الغرق وقدم طلبت مصر رسميا باسم الحكومة والرئيس عبد الناصر منظمة اليونسكو للمساعدة فى إنقاذ الآثار.

وفى 8 مارس 1960 لبت المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة هيئة اليونسكو ودعت علماء الآثار عندما وجه السيد فيتورينو فيرونيزي إيطالي الجنسية ومدير عام منظمة اليونسكو آنذاك الى مؤتمر دولي

حيث شارك ثلاثة عشر دولة واتفقوا على الإسراع في إنقاذ آثار النوبة التي شملت 22 أثرا ومعلما من آثار النوبة وأنشأت مصر صندوق انقاذ اثار النوبة

ومن خلال المؤتمر أصدرت هيئة اليونسكو نداءً إلى جميع دول العالم للمشاركة في إنقاذ آثار النوبة و المهددة بالغرق وتم إعداد تقرير تم توزيعه على دول العالم لتعريفهم بأهمية هذه الآثار التاريخية وضرورة حمايتها وحث الدول لتقديم المساعدات واستعانت هيئة اليونسكو بطباعة طوابع بريد  تذكارية شارك فيها اغلب دول العالم وكانت هذه الطوابع تحمل صورً آثار النوبة يتداولها جميع سكان الارض ويتعرفون من خلالها على الحضارة النوبية  وجمالها وبذلك التعاطف المطلوب تضامن عدد كبير من الدول واشتركوا  في هذه العملية أكثر من 40 دولة تقدمت بعضها بالمساعدات المالية وأخرى بالمشاركات العملية.لأنها أكبر عملية إنقاذ تراث انسانى  فى العالم للآثار والتي تم نقلها وحيث تشهد المعابد الضخمة التى تم  إنقاذها ومنها معبد أبو سمبل ومعبد فيلة معبد دابود وكلابشة وبوهن .. وغيرها من الآثار التى تزين متحف النوبة بأسوان والتى تم افتتاحها فى 23 نوفمبر 1997 الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.

وقد يعد الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة هى من أكبر حملات إنقاذ التراث الثقافي الانساني حيث تكاتف المجتمع الدولي وجمهورية مصر العربية  ومنظمة اليونسكو للحفاظ على المواقع الأثرية لمنطقة النوبة من أجل البشرية كلها التي الآن أصبحت مزارات عالمية يأتيها السياح من جميع أنحاء العالم.

اقرأ للكاتب

حمدي حسن يكتب: التراث الثقافي العربي لشرب الشاي

شكرا للتعليق على الموضوع