ياسمين مجدي تكتب: لماذا لا تذكرونهم
كنت أهوى مشاهدة بعض الأفلام الحديثة على شاشات قنوات الأفلام التي تهتم بعرض تلك النوعية التي أصبحت في الآونة الأخيرة لا تحمل أية مواضيع هادفة نستفيد منها بدرس مهم نتعلمه في حياتنا ونتخذه منهجا لتربية صغارنا من الأجيال الجديدة القادمة مثلما كانت تفعل الأفلام” الأبيض والأسود” التي كانت تهتم جدًا بذلك والتي كانت عامل مهم في تربيتنا ونشأتنا ومازالت تفعل ذلك ونحن نشاهدها وهي تعاد مرارًا وتكرارًا على شاشات الفضائيات التي تهتم بعرض تلك النوعية من الأفلام مثل قناة “روتانا كلاسيك” الرائعة حقًا والتي لا تعرض أفلامًا فقط فهي تعرض أيضًا بعض البرامج التي تعرض بعض السير الذاتية لبعض العظماء الذين رحلوا بأجسامهم عنا ولكنهم خالدين بأعمالهم.
فتلك البرامج تقدم معلومات قيمة لم نكن نعرفها من قبل عن الوجه الآخر الذي لا يراه أحد لهؤلاء فكم كانوا يضحون بحياتهم ويفنون أعمارهم من أجل فقط حبهم للفن وعشقهم لمهنتهم دون انتظار أية مقابل.
أكتب مقالي هذا في خضم ما يحدث الأن من مطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لتكريم كبار الفنانين الذين هم بيننا الأن حيث قام مهرجان المسرح القومي بإدارته بإهداء تلك الدورة للزعيم “عادل إمام” أعطاه الله موفور الصحة وطول العمر كما أن هناك العديد من المطالبات بتكريم النجوم الكبار الذين أفنوا معظم أيام حياتهم من أجل الفن مثل الفنانة الكبيرة والقديرة “عبلة كامل” التي كثرت المطالبات بتكريمها في المحافل الفنية المختلفة ومن وجهة نظري فهذا طبيعي لأني أراها امتداد طبيعي لنجوم زمن الفن الجميل الذين لا نعرف من خلالهم هل التمثيل مهنة صعبة أم سهلة ؟ فهم يمتلكون قدرات هائلة تجعلهم يتقنون أصعب المشاهد بسهولة ويسر فيمتلكون حرفية عالية ويعرفون جيدًا قواعد وأصول المهنة الشاقة رغم أن هناك البعض منهم لم يدرس في معاهد التمثيل واتخذوها هواية ولكن أثقلوها من خلال الممارسة والتعلم من الذين سبقوهم.
فهي حقًا مهنة من المهن الشاقة ولم يتحملها إلا من يعشقها فيعطيها من قلبة دون مقابل وهنا أعزائي القراء نقف أمام الدرس المستفاد من هذا وهو الاعتراف بالجميل فنرى النجوم الشباب يعترفون بالجميل لمن سبقوهم من الأجيال الماضية من نجوم كبار لهم باع طويل في هذا المجال تعلموا منهم وساروا على الدرب الصحيح وتعلموا قواعد وأصول المهنة منهم كيف تعبوا وضحوا بأرواحهم وحياتهم وكل شيء من أجل الفن فلابد من الأجيال الجديدة الصاعدة ليس في الفن فقط ولكن على كل الأصعدة الاعتراف بالجميل لمن سبقوهم وخصوصًا ونحن في عالم “السوشيال ميديا” الملئ الأشواك.
وهنا أتقدم ببعض الاقتراحات للسادة المسؤولين المعنيين بالمحافل والمهرجانات الفنية فمثلًا لماذا لا نطلق أسماء هؤلاء العمالقة والنجوم الراحلين على بعض دور العرض من سينمات ومسارح حتى يتم تخليد أسمائهم للأجيال القادمة ويشعرون هؤلاء العمالقة القدامى أننا مازلنا نتذكرهم ولم ننساهم أبدًا.
وهناك اقتراح آخر وهو إهداء دورات المهرجانات القادمة سواء مسرحية كانت أم سينمائية لأرواح هؤلاء العمالقة ودعوة ذويهم للتكريم حتى نشعرهم أننا مازلنا نتذكرهم أينما شاهدناهم على الشاشة مثال الفنانة الراحلة “فردوس محمد” أشهر من قامت بأدوار الأم في الخمسينات والستينات من القرن الماضي والتي رأيت من وجهة نظري أنها لم تأخذ حقها كما ينبغي من التكريم حيث كانت تقوم بأصعب الأدوار بسهولة غير معقولة فكان يتميز آدائها التمثيلي بالبساطة والعفوية …فبات الكل يعرف من خلال الأفلام والبرامج المختلفة كم كان التمثيل عملا صعبًا وشاقًا حتى مع وجود التكنولوجيا الحديثة الآن فما بالكم في القرن الماضي كيف كان؟ فأرجو من رؤساء المهرجانات المختلفة المعنية بالسينما والمسرح تكريمها في الدورات القادمة وليس هي فقط فهناك العديد من الأسماء الأخرى التي لا تسعني الذاكرة لذكرها الآن.
اقرأ للكاتبة
ياسمين مجدي تكتب: لماذا تشوهون جمال مصر