مينا عازر يكتب: السعودية بين التغيير والتطوير

يمكن القول إن التغيير والتطوير هما مفهومان متشابهان، لكنهما يختلفان في بعض الجوانب المهمة. فالتغيير هو أي تحول أو تبديل أو تعديل في حالة، أو نظام أو سلوك أو طريقة عمل، بينما التطوير هو عملية التحسين المستمر للأداء أو الكفاءة أو الجودة.

الفرق اللغوي بين التغيير والتطوير في اللغة العربية، يُستخدم مصطلح “التغيير” للدلالة على أي تحول أو تبديل أو تعديل في حالة أو نظام أو سلوك أو طريقة عمل. أما مصطلح “التطوير” فيُستخدم للدلالة على عملية التحسين المستمر للأداء أو الكفاءة أو الجودة.

وهناك فرق لغوي آخر بين التغيير والتطوير، حيث يُستخدم مصطلح “التغيير” في كثير من الأحيان للدلالة على تحول أو تبديل أو تعديل غير مخطط، بينما يُستخدم مصطلح “التطوير” للدلالة على عملية تحسين مخططة ومنظمة.

الفرق الأكاديمي بين التغيير والتطوير

في مجال الإدارة، يُعرف التغيير بأنه أي تغيير في السلوك أو الأداء أو الهيكل التنظيمي. ويُعرف التطوير بأنه عملية تحسين الأداء أو الكفاءة أو الجودة.

وهناك فرق أساسي بين التغيير والتطوير من حيث الهدف، حيث يهدف التغيير إلى تحقيق تغيير في حالة، أو نظام أو سلوك أو طريقة عمل، بينما يهدف التطوير إلى تحقيق تحسين مستمر في الأداء أو الكفاءة أو الجودة.

الفرق العملي بين التغيير والتطوير

التغيير: هو أي تحول أو تبديل أو تعديل في حالة، أو نظام أو سلوك أو طريقة عمل. وقد يكون التغيير إيجابياً أو سلبياً، مخططاً أو غير مخطط، مفاجئاً أو تدريجياً.

التطوير: هو عملية التحسين المستمر للأداء أو الكفاءة أو الجودة. ويركز التطوير على تحويل التغييرات إلى نتائج إيجابية ومرغوبة.

من الأمثلة على التغيير:

تغيير النظام السياسي من ديمقراطي إلى استبدادي.

تغيير مسار نهر.

تغيير طريقة عمل الشركة.

تغيير سلوك الفرد.

من الأمثلة على التطوير:

تطوير نظام تعليمي لتحسين جودة التعليم.

تطوير منتج جديد لزيادة المبيعات.

تطوير مهارات الموظفين لزيادة الإنتاجية.

عزيزي القارئ، ربما أكون قد استفضت في عرض الشكل النظري للمسألة ودعمتها بأمثلة حاولت أن تكون عامة، بيد أن الحقيقة هنا أنني أريد القفز لتجربة الشقيقة السعودية وهي تحاول أن تنخلع من عباءاتها القديمة حيث التشدد والتطرف المسيطران على الأفكار والعقول ذلك أسوء ما صدرته لبلادنا الحبيبة مصر في حقبة السبعينات وما تلاها ومن ثمة نحن نعاني للآن. -على كل حال- مع ما تحاول السعودية عمله نستطيع أن نقول أن ما يجري بالرغم من كونه يبدو مخطط إلا أنه يفتقد لأن يكون تطوير فهو تغيير مظهري مستخدم سلاح المال الآتي من سلاح النفط ومن ثمة فاستقدام الفنانين العالميين واللعبين الكبار في مجالات الفن والرياضة على الترتيب وإقامة الفاعليات الفنية والمهرجانات وأحداث رياضية، فهو للآن لا يزد عن كونه تغيير يعبر عن رغبة جادة في التطوير تظهر جلية في مدينة كمدينة نيوم مثلاً، لكن الأهم من كل هذا تطوير الأفكار والعقول، ولكي نكون قريبين من العقل الجمعي المصري لنرصد الفارق بين الأمرين بوضوح وجلاء نستطيع النظر لتجربة فريقي اتحاد جدة خامس الدوري السعودي الذي كسبه الأهلي المصري بنجومه المصريين في حين أن الاتحاد متخم بنجومه العالميين، وذلك ببساطة لأن الفكر الإداري سيئ، جعلهم يغيرون المدرب في توقيت لم يكن مناسب وها هم خسروا بعدها من النصر السعودي بخماسية، أما الهلال السعودي فصبر على فريقه فأصبح يكسب بالسباعيات في الدوري السعودي، فالاستقرار في الإدارة ما دامت واثقة من نفسها، وتعرف ماذا تريده وتدعم في الطريق الصحيح أول سبل التطوير الإداري والفكري الذي يوصل للنجاح. ومن ثمة، فعلى السعودية لكي تصل لمرحلة التطوير وقطف الثمار أن تصبر على ما تفعله ولا تنجرف وراء المهاترات وتهتم بتغيير الفكر، وقتل التطرف الذي أظنه متجذر في المجتمع نتيجة سنوات طويلة من الرعاية والنمو دون رقيب ولا حسيب، آملين أن تحذو مصر حذو السعودية في بتر جذور التطرف والأفكار الظلامية حتى ننهض ونستطيع مواكبة التطوير الذي يحلم به الشعب المصري لبلاده.

المختصر المفيد، الثبات في السير والسعي نحو الأفضل هو أهم وسائل التطوير.

د. مينا ملاك عازر

اقرأ للكاتب

مينا عازر يكتب: وداع على أمل

شكرا للتعليق على الموضوع