جمال أبو مصطفي يكتب: عراق الفن

يظل العراق هو الحب الأثير لدى كل فنان عاش فيه … الفن التشكيلي العراقي مبدع … والخط العربي من هاشم البغدادي الى العملاق عباس البغدادى سيرة مبهرة لجمال الحرف  … عشت فى الزقورة أيام مسروقة من العمر كأنى لم أعش غيرها … رأيت قاسم يكتب خط الفارسى بالمقاشة … وحسين الشنون يكتب خط الرقعة مباشرة على القماش … تعلمت منهم الكتابة على القماش بدون ان اخطط الكتابة بالقلم الرصاص … احدد المساحات بعينى ولم أخطأ يوماً فى التقدير … وانتهت الكتابة على القماش كما ينتهى كل شيء جميل  … وحل مكانه البنر الكئيب بالكمبيوتر.

لم يعد هناك فن فى مهنة الدعاية … زمان كنا نمر على محلات الدعاية ( خطاط ورسام ) كنا نرتوى من مجرد رؤية أدوات الخط .

وفى طنطا مكتب الخطاطين احمد ومظهر ومكتب الخطاط فريد … ومكتبة الهلال فى شارع البورصة.

 أمس مع عمر ابنى لفت نظرى للمكتبة التى كانت يوما واحة لأدوات الفن والرسم … مهملة وحولها محلات ( الكلام الفارغ ) وهى كالعود الجاف وسط الزروع اليانعة … دخلت اليها لأجد التراب يكسو ما تبقى من البضاعة … وصاحبها نايم على الكرسى لم أشأ ان ازعجه وانسحبت بهدوء وورائى ذكريات أيام كانت هذه المكتبة واحة للفن … استولى على مهنة الدعاية بشر ليسوا لها بأهل … واتذكر الريحانى العظيم وهو يصدر صوتا بفمه ويقول للرجل الذى يربى الكلب عند الباشا انا معلم  …

اقرأ ايضاً

سامي ابراهيم يكتب : نحن من الارض وإليها راجعون

شكرا للتعليق على الموضوع