سعاد ياسين تكتب: مبادرة رعاية … شراكة مجتمعية

تقف مبادرة الرعاية من لجنة تكافؤ الفرص بالنيابة العامة في البحرين كمنارة أمل، تخترق الظلام الدامس الذي يكتنف المجتمعات المهمشة. وبتصميم لا يتزعزع، يلخص هذا البرنامج الرائد جوهر العدالة والتمكين ، إنه يبث الحياة في الأحلام المحطمة ويقدم شريان الحياة لأولئك الذين يكبلهم الاضطهاد المجتمعي، وتعد هذه المبادرة الجريئة بمثابة تذكير صارخ للجميع بأن المساواة ليست مجرد مفهوم مجرد، ولكنها حقيقة ملموسة يمكن للجميع تحقيقها.

وفي سعيها الجريء للقضاء على التمييز، فإنها تمهد الطريق للتغيير التحويلي داخل روح المجتمع ، ومن خلال تقديم الدعم المالي والموارد المهمة للمجموعات الممثلة تمثيلاً ناقصًا، يعمل برنامج الرعاية هذا على تنمية شعور جديد بالكرامة والمرونة بين أولئك الذين تم إسكاتهم سابقًا، ومن خلال التزامها القوي بتعزيز الشمولية والشفافية والعدالة داخل المجتمع البحريني.

إن مبادرة “رعاية” التي أعلن عنها النائب العام الدكتور علي بن فضل البوعينين تمثل خطوة هامة نحو تحسين الرعاية والحماية في المجتمع، هذه المبادرة تأتي في سياق تكاملي مع جهود مؤسسات المملكة المعنية برعاية الطفل والمرأة والأسرة، وتسعى إلى توفير الدعم والرعاية للفئات الضعيفة والمحتاجة.

فباعتماد منهجية تحليلية دقيقة لعدد كبير من القضايا الجنائية، تمكّنت المبادرة من تحديد الاحتياجات الأساسية التي تشكل مسببات للجريمة، سواء كانت نفسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وبناءً على هذه الاحتياجات، يمكن للمبادرة أن تقدم توصيات ومقترحات فعّالة لإزالة تلك الأسباب والمساهمة في تحقيق الأمان والسلامة في المجتمع.

ومن أجل تحقيق هدفه المتمثل في توفير الرعاية الشاملة للفئات الضعيفة والمحرومة في المجتمع، يتضمن هذا المشروع عددًا من العناصر الحاسمة والتي تمكن النيابة العامة أن تكون أداة مفيدة في دعم ومساعدة النساء المعنفات والأطفال المعرضين للخطر والأسر الممزقة من خلال التعرف عليهم.

إن منح هؤلاء الأشخاص إمكانية الوصول إلى الدعم النفسي والاجتماعي والمالي يمكن أن يساعدهم على تغيير سلوكهم ووقف وقوع الجرائم أو حوادث العنف المنزلي مرة أخرى، ويؤدي الى المساعدة في تحقيق أهداف المبادرة من خلال التنسيق بين العديد من المنظمات المشاركة في تقديم الخدمات الاجتماعية والتأكد من استفادة أولئك الذين يتلقونها.

1-4

تتجلى أهمية التدخل الفعّال للحد من الجريمة وتحسين الظروف الاجتماعية في المملكة باليات متعددة ومتنوعة يعد تتبع ورصد المشكلات والظروف الشخصية التي تدفع للجريمة أو التصرفات غير القانونية أساسيًا في هذا السياق. من خلال تحليل البيانات الإحصائية، يتم فهم جذور المشكلة بشكل أفضل، مما يمكّن من وضع استراتيجيات فعّالة للتدخل.

ذلك وبالإضافة إلى إيصال احتياجات الفئات المعرضة للخطر والمشكلات التي يواجهونها إلى الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني خطوة حيوية، يسعى هذا التوجيه إلى تقديم التوصيات والخدمات الضرورية لتلبية هذه الاحتياجات، مثل الرعاية الصحية والتعليم والدعم الاجتماعي. ومن خلال هذه الجهود، يتم التركيز على إزالة الآثار السلبية للجريمة والعنف وتعزيز الحماية للأفراد المتأثرين، بما يعزز من استقرار وتطور المجتمع بشكل عام.

وتَبرز مبادرة الرعاية من لجنة تكافؤ الفرص بالنيابة العامة في البحرين كمثال بارز على الجهود الرامية إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة. تعكس هذه المبادرة التزاماً قوياً بتوفير الدعم الشامل للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وتحفز على بناء جسور التضامن والتعاون بين مختلف الشركاء الاجتماعيين. إنها رسالة إيجابية تعزز من قيم الانتماء والمسؤولية الاجتماعية، وتحفز على المزيد من العطاء والتميز في خدمة المجتمع وتحقيق الرخاء للجميع.

اقرأ للكاتبة

سعاد ياسين تكتب: ميثاق العمل الوطني استشراق وطن

شكرا للتعليق على الموضوع