لأول مرة في التاريخ… فلسطين تحصل على مقعدها الدائم في الجمعية العامة للأمم المتحدة

محمود جودت محمود قبها
محمود جودت محمود قبها

بعد 76 عامًا من الألم والمعاناة من الفقد والقتل والتشرد تشرق اليوم شمس جديدة على فلسطين الحبيبة شمس تُعلن سيادة الدولة الفلسطينية واعتمادها رسمياً ضمن الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه يومٌ تاريخي يحمل في طياته طموحات وآمال أجيالٍ من الفلسطينيين الذين عاشوا تحت وطأة الاحتلال وجاهدوا بأرواحهم وأجسادهم ليبقى هذا الوطن واقفاً وصامداً رغم كل محاولات طمسه .

لقد كانت رحلة فلسطين نحو هذا الاعتراف رحلة مليئة بالأشواك مغطاة بدماء الشهداء ودموع الأمهات و معارضة حادة من قِبَل قوى كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لقد وقفت هذه القوى حاجزًا أمام كل محاولة لمنح فلسطين حقها المشروع في الاستقلال والسيادة وعلى الرغم من أن هذا الاعتراف جاء متأخراً إلا أن فلسطين اليوم ترفع رأسها عالياً أمام العالم معلنةً أنها دولة كغيرها من الدول لها حقوق وسيادة معترف بها في المحافل الدولية إن إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة لم تكتفِ بمعارضة هذا القرار بل بدأت بالتحرك فورًا لفرض إجراءات قاسية تعبر عن استيائها وخوفها من “الهجوم الفلسطيني” المتوقع داخل أروقة الأمم المتحدة.

فقد أعدت خططًا لإضعاف السلطة الفلسطينية التي تعدها عبئًا أكثر من كونها رصيدًا تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش كانت صارخة حين قال: “أضعف عدو لنا يسبب لنا أكبر الضرر” أما وزيرة الاستيطان أوريت ستروك فقد ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك عندما صرحت بأن “انهيار السلطة الفلسطينية أفضل من استمرار وجودها ولا فائدة من تعزيزها” في هذه اللحظة الحرجة تستعد إسرائيل لاتخاذ خطوات تصعيدية من بينها وقف تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية وقطع التعاون الأمني معها، بل والإغلاق الكامل للبعثات الأجنبية العاملة داخل السلطة .

1-4

لكن وسط كل هذا الضجيج تبقى فلسطين واقفة تبقى صامدة يبقى الأمل متجددًا في قلب كل فلسطيني حر في كل بيت فقد شهيدًا وفي كل زاوية من هذا الوطن الجريح اليوم نستطيع أن نقول بفخر أن نضال الشعب الفلسطيني لم يذهب هباءً وأن تضحيات الشهداء الذين قدموا دماءهم الطاهرة على مذبح الحرية قد أثمرت مبارك لكل من آمن بفلسطين وحلم بها مبارك لكل من وقف شامخًا في وجه الظلم والعدوان مبارك للشهداء ولأرواحهم التي ترفرف في سماء هذا الوطن العزيز.

ولأننا نؤمن بأن الأمل لا يموت فإننا نحتفل اليوم بهذا النصر التاريخي الذي هو ليس فقط تتويجًا لجهود عقود طويلة بل هو أيضًا بداية لطريق جديد طريق تتثبت فيه سيادة فلسطين وحقها المشروع في الوجود والاعتراف الدولي .

 لن ننسى في هذا اليوم أن نوجه تحية فخر واعتزاز لكل أبناء السلطة الوطنية الفلسطينية أولئك الذين لم يتركوا طريق الكفاح رغم كل الصعوبات والضغوطات لقد قاتلوا بكل شرف من أجل أن تبقى فلسطين حرة ومستقلة.

 اليوم يقف سيادة الرئيس محمود عباس محاطًا بكل فخر بثمرة جهوده الطويلة وتضحياته المستمرة مبارك له هذا الإنجاز الذي لن يُنسى في تاريخ الأمة نحن اليوم أبناء هذا الوطن نقف أمام العالم نقول بصوت واحد: فلسطين ليست مجرد جغرافيا أو اسم على خارطة بل هي حكاية كفاح وصمود هي شعب يستحق الحياة هي حلم عاش ليتحقق مبارك لنا جميعًا مبارك لفلسطين ورئاستنا وسيادتنا رغم أنف المحتل الغاصب وسنظل هنا نناضل ونبني ونسير قدمًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

اقرأ ايضاً

جبلنا الشامخ وقائدنا المقدس الرئيس محمود عباس

شكرا للتعليق على الموضوع