ياسر عرفات … “نضال” شخص يلخص مسيرة “شعب”

ولد “محمد ياسر” عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني في القدس يوم الرابع من آب / أغسطس 1929 . وتنقل ياسر في طفولته ما بين القاهرة والقدس، والتحق ياسر بمدرسة تدعى “مدرسة مصر”.

توجه  إلى فلسطين إبان حرب 1948 وأنضم إلى”جيش الجهاد المقدس″ الذي أسسه عبد القادر الحسيني لمواجهت العصابات الصهيونية بجنوب فلسطين.

التحق  في العام 1949  بكلية الهندسة  في جامعة “فؤاد الأول” القاهرة حالياً، بالقاهرة. وأسس مع عدد من الطلاب الفلسطينيين “رابطة الطلاب الفلسطينيين” في العام 1950وانتخب ياسر عرفات رئيسا لها.

انتخب رئيسا لرابطة طلاب جامعة القاهرة  في العام 1952 وبقي محتفظا  بالمنصب حتى نهاية دراسته في العام 1955.

 ومع وقوع العدوان الثلاثي على مصر في 1956 إلتحق الياسر بالجيش المصري كضابط احتياط في وحدة الهندسة في بور سعيد .

 سافر للعمل في الكويت، وأسس مع عدد من الفلسطينيين ومنهم خليل الوزير “أبوجهاد” حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح” فيها أواخر العام 1957. وأصدر  مع  ” أبو جهاد” صحيفة شهرية هي”فلسطيننا- نداء الحياة” في 1959.

 وفي عام 1964 شارك في المؤتمر التأسيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس كممثل عن الفلسطينيين في الكويت. وتم اعتقله  في سوريا أثناء قيامه بنقل أصابع ديناميت من لبنان إلى الأردن عام 1964. 

 اطلق مع رفاق دربه في “فتح” الكفاح المسلح مساء يوم 31كانون الأول /ديسمبر 1964 في العملية العسكرية الأولى”عملية نفق عيلبون”. عينته حركة “فتح” يوم 14 نيسان/أبريل 1968 متحدثا رسميا باسم الحركة، وفي بداية شهر آب/ أغسطس من نفس السنة عينته  ناطقا وقائدا عاما للقوات المسلحة لحركة “فتح” .المسماة” العاصفة “.

 تم إنتخابه في الـمجلس الوطني الفلسطيني الخامس (شباط/فبراير 1969) رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والتي ظل رئيسها حتى استشهاده.

 اختارته  مجلة “تايم” الأميركية في  نهاية 1969  “رجل العام” وتكرر ذلك في سنوات لاحقة. 

شارك في القمة العربية الخامسة في الرباط ” كانون الأول/ديسمبر 1969″، في مؤتمر القمة الرابع لحركة عدم الانحياز عام 1973 في الجزائر، وفي مؤتمر القمة الإسلامي في لاهور بباكستان في شباط/فبراير 1974 والذي أعلن أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وانتخب عرفات نائبا دائما للرئيس الدوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

 ونجا من الموت خلال أحداث “أيلول الأسود” الدامية التى مر بها الشعب الفلسطيني عام 1970 في الأردن. بعدها انتقل إلى لبنان مع قوات المنظمة في تموز/ يوليو1971 .

في 13تشرين الثاني /نوفمبر 1974 ألقى خطاباً تاريخياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال عبارته الشهيرة في ختام الخطاب”جئت حاملا غصن الزيتون في يد،وفي الاخرى بندقية الثائر، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي .”

وخلال الحرب الاهلية اللبنانية في العام 1975، قاد معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية متحالفاً مع القوى الوطينية والتقدمية في لبنان .

 حاول الاسرائيليون اغتياله في تموز/يوليو 1981حين قصفوا البناية التي تضم مقر قيادته في الفاكهاني في بيروت. وفي عام 1982 قاد قوات الثورة الفلسطينية في معركة الصمود في بيروت.

 غادر بيروت يوم 30/8/1982على متن السفينة اليونانية “أتلانتيد” إلى تونس المقر الجديد لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في المنفى. و

عاد إلى طرابلس بشمال لبنان سرا عبر البحر في 20/9/ 1983، وفي طريق مغادرته زار مصر لينهي بذلك المقاطعة العربية لها.

وفي الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في 15تشرين الثاني/نوفمبر1988 أعلن إستقلال “دولة فلسطين”.

 ألقى خطابا أمام الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 13/12/ 1988 في جنيف حيث قامت الجمعية العامة  في خطوة غير مسبوقة، بنقل اجتماعاتها من نيويورك  خصيصا  للاستماع إلى كلمته بعد أن رفضت واشنطن منحه  تاشيرة دخول إلى نيويورك.

 واعلن في جنيف يوم 14/12/1988 قبول القرار 242 ونبذ الإرهاب ما نتج عنه إعلان الرئيس الأميركي رونالد ريغان فتح حوار مع المنظمة  في اواخر العام 1988.

 انتخبه المجلس المركزي الفلسطيني  رئيسا لدولة فلسطين في 30/4/ 1989. ونجا من موت محقق عندما سقطت طائرته وتحطمت في الصحراء الليبية أثناء رحلة انطلقت من الخرطوم في 7/4/1992.

 حضر مراسم توقيع “اتفاقية أوسلو” بين منظمة التحرير والحكومة الإسرائيلية في 13/9/1993في البيت الأبيض بواشنطن. وحصل بالاشتراك مع رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي إسحق رابين ووزير خارجيته شمعون بيريس على جائزة نوبل للسلام في العام (1994) وفي نفس العام  حصل ايضا على  جائزة هوفوات ـ بوانيي للسلام وجائزة صندوق ريغان للسلام ، وجائزة الأمير استورياس″ولي العرش  الاسباني”، وحصل على عدة جوائز اخرى واوسمة وشهادات دكتوراة فخرية من دول وجامعات خلال مراحل قيادته للشعب الفلسطيني.

في 4/5/1994 وقع مع اسحق رابين ” اتفاقية القاهرة” لتبدأ مرحلة نقل الأراضي المحتلة “غزةـ أريحا أولا” إلى السلطة الفلسطينية. وعاد إلى  أرض الوطن في 1/7/1994 لأول مرة بعد 27  سنة من الغياب القسري بزيارة “استهلالية” لغزة وأريحا قبل عودته النهائية للاستقرار في الوطن يوم 12/7/1994حين وصل إلى غزة ليبدأ من مقره في”المنتدى” بناء السلطة الوطنية وإقامة مؤسساتها.

 انتُخب رئيسا للسلطة الفلسطينية في الانتخابات التي جرت لأول مرة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في 20 /1/1996.

 شارك  في مؤتمر القمة الثلاثية في كامب ديفيد بالولايات المتحدة في تموز/يوليو 2000 والتي انتهت بالفشل بعد رفضه لمحاولات فرض حلول إسرائيلية لقضايا الوضع النهائي، لتبدا بعد ذلك الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الثانية إثر زيارة ارئيل شارون للحرم القدسي الشريف يوم 28/9/2000.

تعرض لحملة منهجية  أدارها شارون بدعم أميركي في العام 2001 لإلصاق تهمة الإرهاب به شخصيا. منعته إسرائيل يوم 8/12/2001من مغادرة رام الله إلا بإذنها وبدأت فعليا مرحلة محاصرته في رام الله .مما تسبب بغيابه عن المشاركة في القمة العربية في بيروت 26/3/2002   لأن شارون هدد بأنه لن يسمح له بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية إذا غادرها.

 حاصرته القوات الإحتلال الإسرائيلية داخل مقره بالمقاطعه في رام الله صباح 29/3/2002 ومعه480 شخصا. وانسحب الجيش الإسرائيلي من المقاطعة ليلة 1ـ2  /5/ 2002بعد تفجير آخر مبنى فيها. ولم يكن رفع الحصار كاملا فقد حظر شارون على عرفات مغادرة الأراضي الفلسطينية إلا إذا قرر عدم العودة اليها.

وجد عرفات نفسه يوم 24/5/2002 أمام حرب صريحة من بوش عليه: فقد طلب بوش في خطابه في ذلك اليوم تشكيل قيادة فلسطينية جديدة ومختلفة، ودعا إلى رحيل عرفات عن منصبه.

 تعرض مقره لهجوم جديد من قوات الاحتلال في19 /9/2002 واحتل الجيش الإسرائيلي المقاطعة لمدة ستة ايام وقصف مبنى الرئيس بالمدفعية .

 في أواخرالعام 2002 تعرض لحملة اميركيةـ إسرائيلية لإقصائه عن السلطة وتحويله إلى رئيس بصلاحيات محدودة. وقررت الحكومة الامنية المصغرة للاحتلال الإسرائيلي في اجتماعها يوم 13/9/2003 ” ازالته ” وأطلقت بعد ذلك جملة من التصريحات والتلميحات حول التخلص منه. بقتله أو ابعاده أو سجنه وعزله. ومنع من مغادرة الاراضي الفلسطينية للمشاركة في القمة العربية بتونس يوم 22/5/2004 فتحدث اليها في كلمة متلفزة .

يوم الثلاثاء 12تشرين الأول/أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد على صحته  وأصيب بمرض في الجهاز الهضمي. 

وأزدادت حالته الصحية تدهوراً يوم الأربعاء 27 تشرين الأول/أكتوبر2004. ووافق بنفسه على قرّار الأطباء بنقله إلى فرنسا للعلاج، بعد تلقي تأكيدات أميركية وإسرائيلية  بضمان حرية عودته للوطن. أدخل إلى مستشفى بيرسي في كلامار قرب باريس في فرنسا في 29تشرين الأول/ أكتوبر 2004 وتزايد الحديث عن احتمال تعرضه للتسمم، ثم تدهورت صحته أكثر.

 ظل يصارع مرض موته إلى أن أسلم الروح لباريها فيمثل هذا اليوم من فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2004.

 ودع الرئيس الفرنسي جاك شيراك جثمانه يوم 11/11/2004 امام المستشفى ثم ودعته فرنسا بمراسم رسمية مهيبة. وأقلت طائرة حكومية فرنسية جثمانه إلى القاهرة حيث أقيمت له في اليوم التالي، جنازة عسكرية مهيبة  بمشاركة وفود رسمية من 61 دولة وبحضور حشد من قادة الدول العربية والاسلامية والأجنبية.

 نقلت مروحية عسكرية مصرية جثمانه في اليوم الجمعة 12/11/2004 إلى رام الله حيث كان نحو ربع مليون مواطن في انتظاره في رحلته الأخيرة..ووضع جثمانه في ضريح خاص في المقاطعة دفن فيه “مؤقتاً”، لأنه أوصى بدفنه في باحة الحرم القدسي الشريف، حيث سيتم نقل رفاته إليه بعد تحريره.

وتزوج  من سهى الطويل يوم 17/7/1990 في تونس ورزق بابنته الوحيدة “زهوة “في 24 /7/ 1995.

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *