Good morning غـزة
يحمل صباح كل يوم جديد مزيجا غريبا من الآمال والآلام في نفوس الفلسطينيين بقطاع غزة وفي وجدان العرب أجمعين، مزيج يجمع بين البشرى ولوعة الفقد، ومن وسط ركام الدمار وأشلاء الشهداء تتردد على ألسنة المصدومين والمفجوعين تلك الكلمات التي تنعش الفؤاد وتجدد العزم وتدعم الثبات ” الحمد لله”.
أين مخرجو هوليوود ليوثقوا من واقع الأحداث في قطاع غزة ما يثري خيالهم الحربي؟ أين كتّاب السيناريو ليتعلمو عن قرب كيفية النسج المحترف لسير العمليات الحربية ؟ بالتأكيد سيعجزون عن فهم واستيعاب بعض المشاهد التي لم ولن يشاهدوها سوى في غزة لأنها تعتمد أولا على الشجاعة الفطرية التي لا تحتاج لأي مؤثر خارجي فهي طبيعيا مستفزة في ذاتها غيرة وحبا وفداء للوطن.
رحل مئات الآلاف من المواطنين تحت وطأة القصف نحو المجهول تاركين بيوتهم المهدمة ومتاعهم..وشهداءهم، وآخرين كثيرين مازالوا تحت الأنقاض، لقد تركوا وراءهم غزة محطمة، مدمرة ولكن نفوسهم مازالت عامرة بحبها وقلوبهم تهفو إليها في كل حين، وعيونهم لا تغادرها ولو من بعيد ليتسنى لهم تحيتها وتحية مقاوميها الشرفاء كل صباح.
Good morningقالها الأمريكيون الغزاة لأمريكا المنعمة المرفهة من عمق أتون حرب شنتها على كوريا وفيتنام، ويقولها الفلسطينيون الأحرار لغزة وهي على حالها الكارثي..ترى أيهما أكثر صدقا، وأيهما أبلغ قولا، وأيهما أعمق أثرا ؟؟
قد يبدو طبيعيا أن يعلن لواء غول ـ اني انسحابه ” التكتيكي”من شمال غزة ، ومعروف أن المنسحب من ميدان القتال يكون غالبا متأثرا ، مجروحا في كبريائه ، لأن الانسحاب في حد ذاته مؤشر على الهزيمة ، أمّا عناصر غول ـ ني فكانوا عجبا يغنون ويرقصون مرحا ، بالتأكيد هم فرحين فلا يهمهم إن كانوا منتصرين أو مهزومين المهم سيعودون وهم ما زالوا أحياء !! ولكن كيف سيهنأ بالهم وترتاح ضمائرهم من جرائمهم في الباقي من أيامهم ، ستظل صرخات الأطفال وهستيريا الأمهات وبكاء الرجال على فلذات أكبادهم و”روح الروح ” ماثلة أمام عيونهم ، تؤرقهم ليلا وتزعجهم نهارا ثم لا يستطيعون منها فرارا ، أما أهالي الضحايا والمواطنون الشرفاء الصابرون حين البأس فسيثبتون في أماكنهم متمسكين بأرضهم ، وحولهم اخوانهم يدعمونهم ، وكلما التقوا قالوا : سلاما غزة
اقرأ ايضاً