لؤي ديب يكتب: لن تمتد يد لتنقذنا وسترتفع ملايين الايدي من المحيط للخليج لتشيعنا

عندما سئل غاندي عن رأيه في التجويع قال:

(انه أسوأ نوع من أنواع العنف)، صدق غاندي فالتجويع أسوأ من قصف الطائرات وانهيار الصواريخ، فهو لا يضرب بقعة جغرافية محدودة، بل يشمل كل الارواح المحاصرة.

حسب الامم المتحدة غزة اختتمت بالأمس اخر مرحلة (المرحلة الخامسة) وهي الاعلى في الجوع وانتقلت بسرعة شديدة الي (مرحلة الكارثة – المجاعة الشاملة) بعد ان مكثت طويلاً في المرحلة الخامسة.

وبعيدا عن الشتائم التي تحتبس في المرء ليلعن العالم واسرائيل وحماس والعرب والمسلمين وكل الانسانية ويلعن نفسه من يعدها لأنه اتى الي هذا العالم في فصول لا تحمل الا القبح البشري.

لا أحد يفعل شيء جدي من اجل انقاذ غزة من المجاعة التي تفتك بما تبقي من اجساد منهكة فيها، الكل كذاب، ولا اعرف هل كل هذا المناشدات العربية لترامب للتدخل من اجل وقف المجاعة ووقف مدينة الخيام تتم عن جهل او استعباط للشعوب او لإسقاط الواجب.

ترامب الذي امتلأت معسكراته بالمهاجرين الذين يرحلوا الي دول غير دولهم ويبني مدن خيام في فورت بليس في تكساس ويعطي كل فرد قطعة توست وزبدة في اليوم ويخطط لتجميعهم لترحيل 20 مليون مهاجر، هذا ترامب الذي يجوع في امريكا ويجوع الدول وقتل على يد مرتزقته في توزيع المساعدات أكثر من الف شهيد والالاف الجرحى لن ولم يقدم لشعبنا في غزة الي اللقمة الاخيرة قبل قطع صاحبها .

تُسمي اسرائيل التجويع وتقول بانه سرقة للمساعدات وهي عير مسؤولة ويُسمي ترامب الوجبات الصغيرة للأسر والاطفال في مراكز الاحتجاز والتي قُطع عنها الحليب كما غزة ( من اجل الصحة ) ، تسمي اسرائيل مدن الخيام ب( المدينة الانسانية) ، وتسمى المدن الرهيبة التى تقام بالخيام في امريكا ( المنشآت اللينة المعززة ) ، انهم الصهيونية في اوج صورها .

الامر يشبه الي حد بعيد عهد هتلر حيث لم يكن سكان العالم يشعرون ان هناك كارثة تحدث في الافران، التي لن تقارن بفرن غزة التى وضع فيه ما يزيد عن 2 مليون فلسطيني .

عندما كانت غزة تذبح وتباد بطيئاً كتبت اكثر من مرة ان الشعوب العربية لن تتحرك فهي الان في مرحلة الترويض واكتب وتذكروا كلامي جيدا :

عندما يموت الالاف في غزة جوعا لن يبقي لا رئيس ولا ملك ولا امير ولا سلطان على رأس حكمه ، ليس لان الشعوب ستكون قد افاقت من دواء غيبوبة الانظمة، بل لان تجويع غزة وموت اهلها سيكون مفتاح لباب ( الشتاء العربي ) وحتى اشد المخلصين لنتنياهو وترامب سيرون ما الذي ينتظرهم ، فالاثنين يبحثون عن خدعة تُكتب في التاريخ لألاف السنوات ، وان شاء الله ربنا بوفقهم فيكم ان ظللتم تشاهدون موت غزة .

ليس فقط الحكومات بل كل الامة العربية والاسلامية خانعة كنعجة جاء موعد نكاحها وتتقلب على بطنها وظهرها ، تغضبون من ملحد عندما يسب الله عز وجل ، تشتعل نار الغضب فيكم ويجن جنونكم ، وكأن الله جل علاه قال لك هذا ، منّ قال لكم ان الله يغضب او ينزعج او يتأثر بكلام الملحد  بب ،ان اهل الارض كلهم لو الحدوا ما اثروا بعظمته شيء ، اما انتم ايها المسلمون فتغضبون وباسم الله تقتلون وتسفكون الدماء حيث لا يجب ان تُسفك ليس لأنكم تحبون الله ، هذا الغضب الذي ينتابكم ساعتها ينبع من الخوف على الاله الضعيف الذي تعبدونه على الارض ، شعوب تعبد حكام وانظمة تضع امريكا في مؤخرتها الف عصا بدون زيت .

امريكا تنتهك شرف الانظمة برومانسية كمن يلاطف فتاة ليسرق اموالها، والحكومات والانظمة سادية تمارس العنف والاغتصاب، والشعوب مريضة لا تشعر باللذة الا والسوط يقابل القبلة على الجسد، وكأن كل الامة تعيش في فيلم (بورنو) .

افهموا يا تنابل يا اللي بتراهنوا على الوقت لن تمتد يد لتنقذنا وسترتفع ملايين الايدي من المحيط للخليج لتشيعنا ، مش خايفين علينا بلعبوا فيكم والماكينة بتدور في ارواح شعبنا .

مرة ثانية افهموا يا اغبياء :

👆 لن تمتد يد لتنقذنا وسترتفع ملايين الايدي من المحيط للخليج لتشيعنا

اقرأ للكاتب

لؤي ديب يكتب: لهذا لم اعد أؤمن بالثبات

شكرا للتعليق