منير الحردول يكتب: الحرب القادمة وتراث قيامة ما قبل الأوان

يبدو أن مكر الشر لن يهدأ أبدا، و ما تبجج الدول الكبرى بتدعيم وزيادة قوة الردع، بل البحث عن آخر ما تجود به صيحات العلم غير النافع، من قبل ثلة من العلماء، الذين انساقوا للأسف المبين وراء السباق صوب تحديث أسلحة أكثر فتكا وتدمير للبشر والشجر والحجر، بدون خجل ولا حياء، فقط بهدف تحقيق وهم زعامة الثيموس وضرورة إخضاع شعوب وثقافات لتراث وعجرفة أقوام وعرقيات وكفى.

إن التسابق المحموم بين الشرق والغرب، بين حضارات لازالت التاريخ يحرك فيها هواجس الشك التي تكاد لا تنتهي، ريبة تدفع بكل قوة وأفكار مفكرين وصناع القرار في الكثير من الأحيان، تدفع صول الخوف من عودة الزمن القديم، العودة للخضوع المخزي في الكثير من الأحيان! تارة أخرى، بأسماء وعناوين مختلفة، غالبيتها يندرج في مفاهيم مقرونة بالعقيدة والتحضر والإنسانية والمجد وهكذا دواليك.

وما صمت العالم أجمع عن صراع حضاري كبير تدور رحاه بأرض فلسطين، بين ديانات أعراق واقطار فوق الطاولة وتحتها وغيرها، وتحول الشرق الأوسط لبرميل بارود كبير، وبزوغ فكر شبيه بالجنون. فكر يقدس تراث التعجيل بآخر الزمان، وذلك من خلال إحياء عقائد والاستناد على تحريفات هنا وهناك، وأقاويل تراثية ناجمة عن صراعات سياسية تاريخية أخذت هويتها من سفك الدماء وكفى، إلا دليل قاطع على أننا وبكل قوة نتجه صوب تخريب كل شيء. تخريب التعايش، تخريب الأمل، تخريب ما تبقى في عمر هاته الأرض التي ربما لم تعد تستسغ بعد غباء وطغيان جنس اسمه الإنسان!

اقرأ للكاتب

منير الحردول يكنب: أزمة الثقافة اللغوية…. التيه المستعصي على الفهم

شكرا للتعليق