محسن عقيلان يكتب : اسرائيل الهجوم الهادف وحزب الله الدفاع المدروس

منذ حادثة الطائرتين المسيرتين  على الضاحية الجنوبية وما تلاها من رد حزب الله بقصف المركبة  الاسرائيلية و الروايات متضاربة ومتناقضة  اوصلتنا جميعا  الى نتيجة ان الاداء الاسرائيلي مرتبك  والاخراج سيئ وما يراد  ايصاله خارجيا  من قبل اسرائيل يختلف عما تريد ايصاله لجمهورها في الداخل وسنبدأ بتفنيد  حادثة المسيرتين.

 حيث ادعى الكيان الاسرائيلي ان الطائرتين  المسيرتان كانتا للتجسس فقط وما كانت تحمله من شحنات متفجرة للتدمير الذاتي ، وادعت انهما ليستا صناعة  اسرائيلية و كانتا تدار من البحر على بعد خمسة كيلو من الضاحية الجنوبية ، والرواية الاخرى عندما صرح مصدر عسكرى ان الطائرتين نفذتا المهمة بدعم من داخل لبنان .

ورواية اخرى ان  ستة جنود كوماندوز عبروا الى لبنان من خلال الحدود السورية ومكثوا عدة  ايام واطلقوا الطائرتين من منطقة  قريبة هوائيا من الضاحية الجنوبية واطلقوهما بهوية محلية  وإدعت انهم  اسقطوا  الطائرة الاولى لصرف الانظار عن الطائرة الثانية والتي دمرت الهدف المطلوب تماما ، ورواية  اخرى  ان الطائرة الثانية  ارسلت لتدمير الطائرة الاولى التي وقعت في يد الحزب .

ونستنتج ان  هذه الروايات المتتالية  حاولت ان تبعدنا عن الاهداف الحقيقية وما رشح من  معلومات انها كانت لتدمير جهاز خلط الوقود المستخدم في انتاج الصواريخ الدقيقة  وهناك من يدعي انها كانت لاغتيال شخصية كبيرة في حزب الله .

لكن تظل هذه الامور في اطار الحرب الامنية والاستخبارية لكن ما يهمني  والملاحظ بقصد او بدون قصد اغراقنا  في التصريحات والروايات المتناقضة حيث هدفت من وراء ذلك حماية من تعاونوا معها فى انجاح مهمة الطائرتين من داخل لبنان ومحاولة تضليل الاجهزة المعنية بالكشف عن غموض انطلاقهنا  ومسارهما والمساعدات التى قدمت لها من الداخل .

 وننتقل الان الى رد حزب الله على المسيرتين والمشهد هنا يختلف فمنذ  اعلان حزب الله  استهداف مركبة اسرائيلية  بصاروخي كورنيت وهناك قتلى داخل المركبة وعلى الفور  قطع نتنياهو  اجتماعه مع رئيس هندوراس “اخوان اورلاندو” ليقول ان العملية فشلت ولم يصب اي من جنودنا ، وهذا صحيح حسب علمه المسبق عن المركبات في هذه المنطقة  تسير بدون جنود للتمويه وهذا يثبت ان هناك خلل في التنسيق ، لانهم قالوا ان ثلاثين دقيقة كانت تفصلنا عن الحرب وهو الزمن ما بين اخلاء  الجنود المركبة وما بين قصفها .

 فكيف تبين ان  بها خمس جنود في رواية  المراسل العسكري لجريدة هاآرتس عاموس هارييل  (قال الصاروخ الاول حاد عن الهدف قليلا وتمكن الجنود الخمسة من الهرب قبل وصول الصاروخ الثاني وان عدم وجود جرحى نتيجة الحظ لا  للتكتيكات  الذكية للاطراف المدعية ).

  وهناك مقطع فيديو نشرته اسرائيل يوضح مرور مركبة وكان خلفها الانفجار لم يؤثر فيها وتبين ان الفيديو غير صحيح لان في مقطع الفيديو الذي نشره حزب الله بعد اطلاق الصاروخ الاول توقفت المركبة واختفت داخل الدخان  .

واذا كان تحليلنا غير دقيق فى اثبات الارتباك والتناقض من الذي دفع القيادة العسكرية بعمل تحقيق لمعرفة ملابسات تواجد المركبة وبها خمسة  جنود ومن يقود المركبة طبيب عسكري وحسب قناة “مكان” فانه سيتم استخلاص العبر من هذه الحادثة ، وقالت ان الصاروخين اخطآ هدفهما .

كل ذلك يثبت ان هناك فجوة بين ترتيبات الجيش الاسرائيلي الذي سارع بالتصريح ان العملية فشلت ولم يصب احد وان 30 دقيقة فصلت بين اخلاء الجنود المركبة ووقت استهدافها ، وان المركبة كانت فارغة و عملية التمويه والمحاكاه تمت لايهام حزب الله ان عمليته نجحت.

 لكن الاجهزة الامنية كانت تعلم بوجود الجنود داخل المركبة هذا اذا لم تكن من ترتيبها وتواجدها في المنطقة مختار بعناية ان تبعد عن الحدود خمسة  كيلو ، والغريب ان حزب الله يعلم  انا صواريخ الكورنيت اخر مدى لها 5كيلو وضرب المركبة وتحقيق الجيش في اللجنة العسكرية  المشكلة يوم الخميس الفائت ان المركبة  سارت في منطقة ممنوع عليها التواجد بها واقرت بوجود خمسة  جنود في المركبة عند تعرضها  للهجوم .

بعد كل ماسبق ثبت ان هناك فجوة في التنسيق بين الجيش والمؤسسة الامنية لذلك لم تكن التصريحات متناقضة للتمويه كما سبق وانما لقصور في الاتصالات مع مختلف الاطراف لكنهم  جميعا حاولواالحفاظ على الهدف العام  وهو تجنب مواجهة كبرى مع حزب الله في هذا التوقيت ، وتصرفات حزب يفهم منها انها موافقة على تلك التصرفات لانها اكتفت بهذا الرد نظرللضغوطات التى يعانى منها سواء من الداخل اللبنانى او  من الخارج وخاصة من روسيا  بشكل مباشر وامريكا بشكل غير مباشر ، وهذا ما اثبته سفير روسيا فى لبنان الكسندر زاسبكين ان هناك اتصالات روسية مكثفة مع جميع الاطراف  لمنع مزيد من التصعيد ومهمته هذه نجحت لان يوم امس اسقط حزب الله مسيرة اسرائيلية  فى الجنوب اللبنانى واكتفى بذلك دون تهديد بالرد على انتهاك اسرائيل للاجواء اللبناتية.

الخلاصة ان إسرائيل ضرباتها خارج حدودها سواء فى سوريا او العراق وصولا للبنان لغايات انتخابية ليظهر نتنياهو امام الناخب الاسرائيل فى الانتخابات المقبلة البطل الحامى لاسرائيل وللهروب من ملفات الفساد التى تطارده ، اما حزب الله نظرا للظروف المحيطة اصبح يجيد الدفاع المدروس .

وكما قال العميد درور شالوم ان نصر الله يعلم الحمض النووى للاسرائيلين وكما تعلم اسرائيل انه الان لا يريد حربا وهو يعلم ان اسرائيل لا تريد حربا لكن مؤقتا.

الكاتب : باحث فى العلاقات الدولية

اقرأ للكاتب

محسن عقيلان يكتب : إسرائيل تقصف العراق جوا وتقترب من ايران بحرا

شكرا للتعليق على الموضوع