شوقي العيسة يكتب: خسئتم، لن نشكركم على اعترافكم

خسئتم، لن نشكركم على اعترافكم. اعترافكم هو اعتراف انكم شاركتم في كل جرائم اسرائيل وتواصلون المشاركة.

موجة الاعترافات الاوروبية بالدولة الفلسطينية هل هي صحوة ضمير ام اعلان فشل المشروع الاستعماري ام هي جزأ من الخطة الاستعمارية طويلة الامد؟!

في العمل السياسي لا توجد صحوة ضمير وخاصة لدى سياسيي الدول الاستعمارية. ربما حصلت بين المواطنين هناك بسبب حجم الجرائم الهائل الذي ترعاه حكوماتهم. ولكن المواطنين ليسوا من يتخذ قرار الاعتراف.

انها ليست صحوة ضمير.

اما التعبير عن فشل المشروع الاستعماري في فلسطين فليس هكذا. عندما تفشل حكومات الدول الاستعمارية في تنفيذ مشروع فانهم يلجأون الى ما يسمونه الخطة ب .

غزة ابية

لنتذكر من هم الاسرائيليون، هم اوروبيون استعمروا فلسطين. حكومات اوروبا هي من ارسلتهم ووطنتهم في بلادنا. عندما قامت دول اوروبا بقيادة بريطانيا في الحرب العالمية الاولى بإعلان المشروع أعلنوا انهم سيقيمون دولة لليهود الاوروبيين في فلسطين ولم يقولوا في جزء من فلسطين. هكذا كان وعد بلفور وكذلك قرار عصبة الامم. وقتذاك كان اليهود الفلسطينيين حوالي ٣٪؜ من الشعب الفلسطيني. ووعد بلفور لم يكن موجّه لهم بل لليهود الاوروبيين. وذلك لتحقيق هدفين الاول تقسيم العالم العربي الى مشرق ومغرب ووضع كيان استعماري في وسطهم ومنع قيام دولة عربية قوية. وهذا يسمح للاستعمار بمواصلة الهيمنة على خيرات المنطقة. وثانيا التخلص من اليهود في دولهم بسبب عنصريتهم ضد اليهود من ابناء بلدانهم . واستخدامهم كأدوات في المنطقة.

لكنهم بعد الحرب العالمية الثانية وجدوا انه من الصعب جدا تنفيذ المخطط لأسباب عديدة فلجأوا الى تكتيك قرار التقسيم واقروه ليس بهدف تنفيذه فهم لم يريدوا يوما تنفيذه والدليل انه لم ينفذ حتى الان.

نجح التكتيك وبعد عشرين سنة استكملوا المخطط واحتلوا باقي فلسطين.

كل ذلك الوقت منذ وعد بلفور وحتى الان والشعب الفلسطيني يقاومهم. وهذا ما يجعلهم يحاولون تنفيذ مخططاتهم بالتدريج وببطأ.

وخرجوا علينا بمشروع تقسيم جديد، ايضا ليس بهدف التنفيذ. والتقسيم الجديد او ما يسمى حل الدولتين يعطينا حوالي ربع المساحة او اقل.

منذ تأسيس اسرائيل ورغم رفضها لكل القرارات الدولية وحتى الان هم يدعموها عسكريا وسياسيا وماليا.

واليوم وهم يعلنون اعترافهم بدولة فلسطينية يواصلون دعمها رغم انها ترتكب جريمة ابادة وهي ام الجرائم.

فهل هناك اي سبب يجعلنا نثق بما يقولون؟! لا اعتقد.

هم اليوم مقابل الاعتراف بدولة غير موجودة ودون اي خطوات تنفيذية تنهي الاحتلال ومع مواصلتهم دعم اسرائيل التي تمنع قيام دولة فلسطينية حصلوا من القيادة الفلسطينية على تعهد بمنع التعددية السياسية في النظام الفلسطيني ومنع اي مجموعة فلسطينية تعترض على برنامج السلطة الحالية من ان تكون جزء من النظام وحصلوا على حق التحكم بمناهج التعليم في فلسطين. وان الدولة يجب ان تكون منزوعة السلاح.

وان تمنع المساعدات عن عائلات الاسرى والشهداء.

بمعنى سلطة تحت الوصاية الغربية الاستعمارية او الانتداب، في احسن الاحوال.

كذلك خففوا الضغط الشعبي على حكوماتهم وليس فقط لم يقوموا بأي خطوة لمعاقبة اسرائيل بل سيواصلون دعمها.

الخلاصة نحن حصلنا على ورقة تعترف بدولة على الورق واسرائيل حصلت على الوقت لمواصلة جرائمها وتنفيذ اهدافها والغرب ارتاح من الضغط عليه لمعاقبة الاحتلال، وسيستمر في دعمه.

اقرأ للكاتب

شوقي العيسة يكتب: علي ايران ان تتذكر

شكرا للتعليق