مينا يسري يكتب: هوليوود والمراهقة المتأخرة
اصبحت سينما هوليوود سينما فقيرة جداً في الأبداع بغض النظر عن الممثلين الأقوياء الموجودون بها..
دعونا نوضح تلك النقطة لنرى ما تحولت إليه “هوليوود”.. في البداية كان المنتج الرئيسي والمتحكم في كل شيء هو “توماس ايدسون” (مخترع المصباح الكهربائي) وكان يمارس هناك دور “السبكي” في مصر وكان يضغط على الفنانين والمخرجين بأعتبار أنه مالك جزء كبير من صناعة السينما التي كان تعمل وقتها في كاليفورنيا وليس هوليوود.
فيتلك الفترة أتجه بعض صناع السينما لهوليوود وأسسوا شركات إنتاج صغيرة وبدأت صناعة السينما تزدهر تدريجياً حتى تحولت هوليوود لمنارة السينما في العالم.. لكن في سؤال مهم وهو وفقاً لما سبق ما الذي تحتاجه السينما الأوربية بجانب رقيها وجمالها لكي تمحي سينما هوليود من على خارطة السينما؟
الأجابة ببساطة أن يتجه أعظم المجسدين والمخرجين والمبدعين من العالم كله لأوروبا بدلاً من هوليوود
ببساطه أيضاً الامريكيين لم يبدعوا في شيء اطلاقا سوى أنهم قاموا بتحرير الفن الراقي من قبضة السيطرة المالية والفنية فأصبحت منبع قوي للسينما خاصة مع شهرة الأعمال الراقية التى كانت هوليوود تقدمها فأزداد رقيها خاصة مع اتخاذ مبدعي العالم بأكمله لها كوجهة لهم للعمل بها.
لضرب أمثلة واقعية لذلك سنجد اتجاه مجموعة من أعظم مبدعي أستراليا لهوليوود مثل هيث ليدجر وميل جيبسون ونيكول كيدمان والمخرج باز لورمان وغيرهم ونجد ايضاً البولندي رومان بولانسكي. -وهولاء ما هم إلا مثال صغير لكي لا أطيل الحديث وممكن بعملية بحث بسيطة تكتشف جنسيات جميع مبدعي هوليوود- عوضاً عن المصورين والكتاب ومصممين الجرافيكس وغيرهم كتير لكن ذاكرتي المحدودة لا تسعهم جميعاً.
ولم يكتفي المبدعين باتجاههم لهوليوود فقط بل أيضاً اخذوا ثقافات من بلادهم الأصلية وقاموا بـ (أمركتها) آي صبغوها بالصبغة الأمريكية.
اما حاليا دخلت هوليوود مرحلة المراهقة المتأخرة، افلام للأبطال الخارقين وأفلام تدعم نظرية الجندي الأمريكي الخارق القادر على انقاذ العالم والأمل الوحيد للكوكب، وتعيد انتاج الأفلام القديمة أو عمل اجزاء جديدة لها، اصبح هناك فقر واضح في الأبداع، كل ما يهم صناع السينما هو الأيرادات والأموال فقط وبالطبع الشريحة الأعظم من الأمريكيين سطحيي التفكير آكلي الوجبات سريعة الذين يعانوا من السمنة ولديهم أطفال (كيوت) بيحبون العلم الأمريكي وبالطبع أفلام المراهقين، اتجهوا لتلك الأفلام ليساعدوها في النجاح بجني الايرادات في المقابل الأفلام التي لها هدف أو بها فن راقي وممتع لم يعد لها جمهور فلا تستطيع جني الأموال وذلك يؤدي لخسائر بشركات الإنتاج والتي توقفت مع الوقت عن المجازفة بأموالها.
قد وصل الفقر في الفن أن الجوائز يفوز بها ويترشح لها منتجي أفلام الأكشن والرعب الرخيصة وأفلام مبالغ بها بطلها ذلك الممثل الوسيم الذي يقدم أداء (أوفر) فكل الناس تنبهر بها وتنافق عليها في البرامج الانترنت والمجلات، على سبيل المثال فيلم مثل “mad max” المرشح للعديد من الجوائز، أين يالجنة الأكاديمية العريقة الهادفة لسينما الرقي والجمال ذلك من الفيلم، يالجنة الجولدن جلوب أين اختيارات النقاد من تلك الجوائز!
عاجلاً أم أجلاً ستموت جائزة الأوسكار وسيصبح أكبر تكريم سينمائي هو مهرجان كان وبرلين وموسكو وفينسيا، المبدعين سيتجهوا لهناك مع الوقت.
فلتسقط دولة مارفل، دولة المراهقين، دولة الشعب السطحي السمين، فلتسقط هوليود التي تحدد سعر كل شيء ولكنها لا تعرف قيمة أي شيء، فليسقط ذلك الشعب المنافق الذي يظهر الأمريكيين جميعهم ذلك الرجل الوسيم وتلك الفتاة المثيرة، الحقيقة يا اعزائي أن الامريكين شعب لا يعرف قيمة الشيء ولكنه يعرف سعره، لا يعرف مذاق الشيء ولكنه يعرف كميته، لا يعرف كيف يستغل الوقت ولكنه دقيق في حساب الوقت.