لعبة الانقسام بين الشعوب العربية

ينقسم الشعب العربي بعد اي حادثة في العالم الى شارعين. فالشعب الذي اعتاد على اخذ طرف مع فئة معينة من طرفين، لا يمكنه ان يبقى على حياد وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة امامه للتعبير عن رأيه ولو افتراضيًا.

فمنذ بدأت الثورة السورية ، انقسم الشارع الى من أيّد حق الشعوب بتقرير مصيرها والتخلّص من الديكتاتوريات، ومن أيّد وجود خطة مبدئية او انتقالية لنقل الحكم، قائلاً انه لا يمكن للبلاد ان تذهب الى المجهول. اما بعد تحوّل الثورة السورية الى أزمة إرهابية مسلّحة، انقسم الشارع من جديد الى خيارين كان الأول العودة الى الحكم القديم، او الاستمرار بما كان قد بدأ وبما تبقى من “ثورة”.

الهجمات الإرهابية على الدول الأوروبية كان لها حصتها أيضًا، فانقسم الشعب ما بين مندد بشدّة لهذه الهجمات، ومن بقيَ على تحفظّ على الى جانب استنكار الأعمال الإرهابية، على ان هذه الدول هي من صنع الإرهاب وهي الداعمة له بالدرجة الأولى، ليقول طرف آخر انه وعلى الرغم من وجوب التضامن، إلا ان الشعوب الغربية لم تبدِ يوماً تضامنها مع شعوبنا العربية على الرغم من ان الإرهاب كان قدد ضرب عالمنا العربي بشكل كبير.

التضامن مع الحالات الإنسانية شهد جدلاً واسعا في الشارع العربي ايضاً، إذ استنكر الكثير صور الأطفال الهاربة من الحرب في البحر، فيما اعتبر آخرون انهم اختاروا المخاطرة بحياتهم. وبين قبول البعض بحكم الإعدام لأشخاص صنّفوا إرهابيين، ورفض البعض الآخر حكم الإعدام بشكل قاطع، معتبراً ان تنفيذ هكذا حكم يمس بشرعة حقوق الإنسان ويمس بالإنسانية بالمطلق، جدلاً واسعاً لي خلفيات سياسية وطائفية.

وهنا يكمن السؤال، الى متى ستبقى الشعوب العربية تلعب دور المتأثّر بالأحداث، دون ان يكون لها اي تأثير عليها؟ والى متى ستبقى العقول المؤدلجة وفقاً للمصالح الخاصة، والأحداث هي من يصنع ردأت أفعال

هذه الشعوب، وكأنها آلات تنتظر الأمر (الحدث) للتحرك و”تشعر” وتتضامن او تستنكر “افتراضيًا”؟.

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *