الغباء العربي الي أين ..؟!

من المحزن والمؤلم أن نشاهد بعض القيادات العربية علي شاشات التلفاز تعبر عن أفكارها وخطتها المستقبلية في سوريا دون أن تتعلم من دروس الماضي والتجارب التي قضت علي الترابط والقوة العربية . فقد اصيبت البلدان العربية بكوارث بأيديهم وبأفكارهم قضت علي أكبر الجيوش العربية تسليحا مثل العراق وليبيا وسوريا وانهكت اقتصاديات الدول العربية جمعاء وهاهي دولنا العربية مشتتة اليمن ، سوريا ، ليبيا ، العراق ، لبنان ، تونس ولولا ستر الله وصلابة أبناء مصر لانضمت اليهم حتي تعيش اسرائيل بمأمن وتنعم أمريكا بالسيطرة علي العالم . من قبل تكاتفت بعض الدول العربية مع الغرب لقتل صدام حسين ، وعندما نجحت الفكرة تشجعت أمريكا بأموال العرب وبأنانيتهم باعادة التجربة بقتل القذافي واليوم نجد أن بعض القيادات تشتاق للدماء وقتل الرؤساء دون أن يعلموا أن الدنيا دواره يوم لك ويوم عليك . تتكاتف بعض القيادات حبا وشوقا لقتل بشار الأسد وكأن الدنيا مشاع يبرطع فيها من يشاء حتي لو كان تحقيق الهدف قتل الأبرياء من الشعوب العربية والاسلامية .

الكارثة أن هذه القيادات التي تتدخل في شئون البلدان الأخري تنادي عبر أبواق الاعلام برفض التدخل في شئونها وهي أول من يسعي ويدفع الكثير من الغالي والنفيس للتدخل في شئون الدول الأخري وفرض ارادتها علي ارادة شعوب هذه البلدان ومن المؤسف أن احدي القنوات الاعلامية ارتدت ثوب قناة الجزيرة في هذه المرحلة لاستخدامها في حشد العالم ضد بشار الأسد بحجة القضاء علي داعش ورغم أن الجميع مقتنع أن داعش صناعة أمريكية الا أنهم يتوهموا أن هذه المنظمات الارهابية سبب لتجمعهم للقضاء علي هذه المنظات .

قيادات عربية تعلن أن الائتلاف العربي الغربي لمحاربة داعش بسوريا وقيادات أخري تعلنها صراحة لن نقضي علي داعش الا بالقضاء علي بشار الأسد ليعاد مسلسل صدام حسين والقذافي وهم مغيبون أو متغابون . هذه القيادات تستنزف اقتصاديات شعوبها وتساهم في دمار بلدانها قبل دمار البلدان العربية الأخري وهذا النزيف سوف يؤثر سلبا علي قوة وترابط الدول العربية لعن الله الكبر والمتكبرين .

هذه القيادات تجر المنطقة لحرب عالمية ثالثة أو حرب باردة بين أمريكا وروسيا ونحن كعرب وقودها ندفع ثمنها فروسيا مازالت تعاني من الحرب الباردة السابقة التي قضت علي الاتحاد السوفيتي القوي واليوم يرغب الدب الروسي لاعادة قوته وهذا حقه وأمريكا التي فشلت في انهاء مشروعها في الشرق الأوسط ترغب في اعادة هيكلته لتنفيذه قبل مغادرة أوباما البيت الأبيض ونحن كعرب ننساق وراء الجميع دون أن نفكر في مجتمعنا العربي وقيمة الفاتورة التي ستدفع في هذه المعركة . لا أعتقد أن قتل الأسد يساوي دمار المنطقة حتي ترتاح بعض القيادات التي شعرت في لحظة ما باهانة هذا الشاب السوري لها فأين أخلاقنا واسلامنا العفو عند المقدرة والتسامح والترابط وتعاونوا علي البر والتقوي وليس علي القتل والدمار يقول المولي عز وجل في كتابه: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ” صدق الله العظيم

أيها المتآمرون أفيقوا وارجعوا الي رشدكم فكم من الأمم هلكت لظلمها فأنتم أداه في يد القوي العظمي لتحقيق أحلامها وليس أحلامكم تعلموا من دروس الماضي واعلموا أن الله عز وجل يأمركم بالترابط والتسامح والقوة لأن شعوبكم لن ولم ترحمكم في المستقبل ولن تهنئوا في نومكم اذا لم تعودوا لرشدكم فشعوبكم أولي بما تضخونه من أموال للسلاح والحرب وكفانا مشاهد وأفلام لقتل وشنق الرؤساء هاهي العراق تدفع الفاتورة سنوات طوال ، وهاهي ليبيا ،اليمن ، ونحن في مصر مازلنا ندفع فاتورة الغباء العربي من بعض القيادات .

بقلم : فوزى المصرى

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *