محسن عقيلان يكتب : إيران بين الإعتراف بإسرائيل و التفكك
منذ توقيع الاتفاق النووى بين ايران و الدول الست فى يونيو 2015 اختلف الجميع فيما بينهم على من هو الطرف المستفيد و شككوا فى وجود ملاحق سرية دون ان يستطيع اى منهم تأكيد ذلك .
لكن بعد مدة قصيرة من توقيع الاتفاق حل جزء من اللغز عندما اعترف جون كيرى وزير الخارجية الامريكى فى جلسات الاستجواب امام الكونجرس انه على علم بمضامين الملاحق الجانبية السرية وذلك بتاريخ 29- 7- 2015 , لكن جون كيرى لم يعطينا اجابة شافية لانه اعترف بوجود ملاحق سرية ولم يفصح عن محتوى هذه الملاحق او بنودها و تركنا للتأويلات و التخمينات .
الغريب فى الامر ان الاجابة اتت من طرف ايران وخاصة الشق المتشدد فى صحيفة رسالت المقربة من المحافظين لتفك طلاسم الاتفاق بقولها (ان الاتفاق الشامل الموقع بين طهران و القوى العالمية الست فى يونيو 2015 ستتبعه اتفاقيات أخرى تتضمن اعتراف ايران باسرائيل) واشارت الصحيفة ان الدوائر المختصة فى الخارجية الامريكية تعمل على الخطوات التالية
* اعتراف ايران باسرائيل
*حل مجلس صيانة الدستور
*الغاء مناهج الخمينى من الساحة السياسية
وتؤكد الصحيفة على صدق ذلك الكلام مستشهدة بتصريح هاشمى رفسنجانى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام عندما قال(هذا عهد المفاوضات وليس عهد الصواريخ) وهذا يفسر ان بعد الانتهاء من الملف النووى سيأتى ملف الصواريخ الباليستية .
وتلمح الصحيفة ايضا ان من ضمن الملاحق المتفق عليها ابعاد ايران عن محور المقاومة و المساهمة فى حل حزب الله وحماس و المساعدة فى تغيير النظام السورى بما يضمن بقاء نفوذها فى سوريا المستقبل .
فى حال ما ذكر كان صحيح فان الولايات المتحدة تراهن على حالتين :
الحالة الاولى : اذا استطاعت ترويض الثورة الاسلامية بالتدريج و ببعض الوعود الفقاعية من دور قيادى و فاعل لايران فى المنطقة واعترفت باسرائيل و عادت ايران الشاه و خدماتها الجليلة للولايات المتحدة بثوب اسلامى وقطعت الطريق على اى تقارب روسى فيكون رهانها نجح وضمنت امن اسرائيل
الحالة الثانية : فى حال فشل الاصلاحيون فى تنفيذ ذلك و تصادموا مع المحافظين ستقع ايران فى حالة فوضى وستجد ايادى كثيرة جاهزة لصب الزيت على النار فى هذه الفوضى ستفتح شهية الاقليات فى ايران على الانفصال خاصة الاكراد و منطقة الاحواز ذات الاصول العربية و ولاية اذربيجان الشرقية الاذريون من اصول تركية وتصبح ايران ضعيفة مفككة منقسمة سهل السيطرة عليها اى فى كلا الحالتين الولايات المتحدة مستفيدة .
اذن كما قلنا فى مقالة سابقة بعنوان (عفوا ماذا قبل الترحيب الامريكى بايران ) و ذكرنا فيها اذا ثبت صحة الاتفاقيات السرية الموقعة بين ايران و الولايات المتحدة يجب على ايران الا تفرح بها لانها استخدمت ايران كمحطة تكتيكية فى الصراعات الدائرة فى المنطقة و فى محطات اخرى سوف يصبح تفككها محطة استراتيجية .
لذلك ايران اذا ارادت ان تلعب مع القوى الكبرى يجب عليها ان تؤمن جبهتها الداخلية قبل الدخول فى اى مغامرة خارجية وان تفكر جيدا فى اى عرض او اغراء على مبدأ ان القوى الكبرى عندما اثارت الاضطرابات و الفوضى فى المنطقة العربية كانت تنظر الى ابعد من ذلك وهو اللعب على تغيير خارطة المنطقة بما فيها تركيا و ايران.
الكاتب : باحث فى العلاقات الدولية