مدحت محى الدين يكتب : ” أيها المسئول : الله حى الطوفان جاى “

أصبحت مصر غابة كبيرة يعيش فيها المصرى والأجنبى فى قلق ورعب دائم على أطفاله وفى السنوات الأخيرة الماضية زاد الموضوع عن حده تماما  ، وسمعنا من أسابيع قليلة عن حادثة إغتصاب خمسة أطفال منهم طفل أجنبى بمدرسة دولية شهيرة  والأسوأ أن هذه الحادثة فتحت ملفا لكل القضايا التى سبقت هذه الحادثة والتى تلتها ، فالموضوع أصبح متفشيا لدرجة مرعبة وقديما كنا نسمع أنه كان يحدث فى الأماكن المهجورة ولكن الآن أصبح متفشيا فى النوادى والمدارس وحتى دور العبادة لم تسلم من هذا التدنيس والعار …ولا أدرى كيف سمحت الدولة لهذه الجريمة البشعة بالإنتشار لهذا الحد والتى كان يحذر منها الكثير من أيام نظام مبارك عندما تكلم الكثيرين على تأثير الفقر  والجهل والبطالة على المجتمع ، وعندما تحدث آخرين على أن أطفال الشوارع قنابل موقوتة والتى بالفعل نرى أثر إنفجارها الآن فنجد أن المجتمع امتلأ بالشواذ والمرضى النفسيين والحاقدين على المجتمع والذين يجسدون الآن غضبهم وغلهم وينتقمون فى صورة الأطفال اللذين لا حول لهم ولا قوة .

ونواب البرلمان المنوطين بتشريع القوانين لعقاب المجرمين ولوضع القوانين التى من المفروض أن تحمى الأطفال مشغولون بأنفسهم وبالتفاهات ، نعم عزيزى القارىء انظر معى جيدا إلى أعضاء مجلس النواب ستجد أن بعضهم يتحدث عن توافه الأمور التى لن تفرق مع مستقبل مصر ولا المجتمع كالنائبة ” آمنة نصير ” التى تهتم فقط بمنع النقاب وتريد أن تصور أنه خطر على الأمن القومى والتى أحب أن أقول لها ” يا ست آمنة المسجلين خطر والمغتصبين واللذين يعيثون فى الأرض فسادا رجال لا يرتدون النقاب فوقى بقى ” ….والبعض الآخر من النواب المحترمين منشغل بنفسه وبالإستفادة من موقعه كنائب والدليل على ذلك قيام عدد من النواب بتعيين 109 فرد من أقاربهم فى الأمانة العامة للمجلس بوظائف متعددة ، ولا أدرى ما هذا التناقض فكيف قام مسئولين بالدولة من أشهر قليلة بالإعلان على أن الجهاز الإدارى للدولة لا يحتمل أعداد الموظفين الذين يعملون به وأن العديد منهم عبء على الدولة وكيف يسمحون للنواب بتعيين 109 فرد من أقاربهم فى الأمانة العامة للمجلس والتى هى من ضمن الجهاز الإدارى للدولة ؟!!!

أطفال أبرياء يذهبون لمدارسهم منهم الذى لا يعود ومنهم الذى يُهتك عرضه ، أين خوف المسئول على بلده ؟! أين خوف المسئول على سمعة بلده ؟! أين خوف المسئول على عرض أبناء وطنه ؟! …ولكنى أحذر المسئول الكسول الغافل عن دوره أن المواطن لن يسكت أبدا لأن أطفال مصر خط أحمر …إذا لم تسرعوا بتشريع القوانين اللازمة وإذا لم يُعدم مغتصبى الأطفال تحت أى سن فسيأخذ كل مواطن هُتك عرضه حقه بيده  فالمواطن يقبل أن يجوع ويقيل أن يُهضم حقه فى العلاج الآدمى ويسمح بغلاء الأسعار ولكنه لن يقبل أن يُضار فى أولاده …وهنا أنا لا أتحدث عن ثورة بل أتحدث عن شىء أكبر من ذلك بكثير لن تستطيع الدولة أن تتحكم فيه أو تسيطر عليه ، فأيها المسئول تدارك الأمر وامنع الطوفان قبل أن يُغرقك ويُغرق الجميع  .

شكرا للتعليق على الموضوع