المخرج “أصغر فرهادي” على هامش مهرجان فجر السينمائي: كلما كان الفيلم محلياً ستزداد حظوظه ليكون عالمياً
رسالة مهرجان فجر السينمائي الدولى
أقيم على هامش مهرجان فجر السينمائي العالمي في دورته الرابعة و الثلاثين ورشة للمخرج الدولي “أصغر فرهادي” و ذلك في قسم “دارالفنون”. “صناعة الشخصيات و متعة الإخراج” كان عنواناً لهذه الورشة.
أقيمت الورشة بحضور الحاصل على جائزة الأوسكار “أصغر فرهادي” و قال في بداية الورشة: قسم كبير من نجاح السينما الإيرانية و جاذبيتها العالمية ناتجة عن وجود شخصيات كبيرة كالسيد “عباس كيارستامي” و كما تعلمون إنه في حالة صحية غير مستقرة و نتمنى له الشفاء العاجل.
و بعد ذلك تكلم عن المعلومات التي يجب على المخرج أن ينقلها للمشاهد، و قال: قسم من هذه المعلومات ضرورية لإستمرار القصة و قسم آخر منها لازمة لجلب تعاطف المشاهد و تفاعله من الشخصيات. و أهم ما في الأمر هو أن لا نكثر من هذه المعلومات و ننقلها بالقدر اللازم فقط.
و أضاف: في فيلم “الإنفصال” مثلاً حاولت أن أعطي المشاهد معلومات عن “حجت” زوج المرأة التي تعمل في بيت نادر و سيمين، قبل أن يراه المشاهد، و تكونت عند المشاهد صورة كاملة عن هذه الشخصية قبل أن يراه.
و بعد ذلك تكلم فرهادي حول الطرق الصحيحة التي تتحول فيها الفكرة الى سيناريو و قال: هذا يتعلق بالزمن الذي تعيشها الفكرة في الذهن.
الفكرة التي تواتيك الآن لن تصبح جيدة اذا كتبتها بعد شهر. يجب أن تكتب الفكرة التي كانت تعيش معك منذ سنين و لم تنسها. هذه ستكون ناجحة. كانت لدي صورة من شخص جالس في الساحل و ينظر الى البحر و كأنه ينتظر جثمان شخص يحبه. هذه الصورة كانت عندي و أنا في 23 من العمر، و لم أكتب السيناريو الا في 36 من عمري، و أصبحت الفكرة فيلم “حول الي”.
و استمر قائلاً: في هذه المرحلة يجب أن تسألون من أنفسكم أسئلة كثيرة.
من هذا الشخص الذي يجلس في الساحل؟ لماذا هو حزين؟ من هو الشخص الذي غرق؟ ما هي علاقتهما؟ آلاف من الأسئلة.. و أجوبتكم ستكون السيناريو.
وعيكم يسأل و لاشعوركم يجيب.
لهذا يجب أن لا تفكروا في الأجوبة و دعوها تأتيكم من لاشعوركم بشكل تلقائي. هكذا ستكون تجربتكم و حياتكم الشخصية ملهمة القصة. روح السيناريو هو تجربتكم الشخصية و لاشعوركم.
ثم تكلم فرهادي حول الأفلام المحلية و أكد: كلما كان الفيلم محلياً ستزداد حظوظه ليكون عالمياً. قبل أن أخرج فيلم “الإنفصال”، قدمت فيلم “حول الي” و الفيلم نجح على الصعيد العالمي، و عندما أردت إخراج فيلم “الإنفصال” قالوا لي لماذا تصنع فيلماً لا يرى النور الا في ايران؟
يجب أن تصنع فيلماً عالمياً حتى يستمر نجاحك الدولي.
قلت لهم: نجاح “حول الي” يكفيني و أشعر بأني أود أن أخرج فيلماً للمشاهد الإيراني فقط.
لكن خلاف كل التوقعات تفاعل المشاهد مع الفيلم في كل أنحاء العالم. ربما السبب الرئيسي في نجاح الفيلم هو أني لم أفكر بالمشاهد الأجنبي قط. كلما كان الفيلم محلياً ستزداد حظوظه ليكون عالمياً.
و تكلم فرهادي حول علاقة الشخصيات بالبيئة التي يجري القصة فيها. عندما أبدأ بكتابة السيناريو أكتب جملات حول المشاهد غير المرتبطة بالموضوع. في سبيل المثال أقول بأني أود أن يكون لدي مشهد في المدرسة. أو أحب أن أصور مشهداً في الحمام. بعض هذه المشاهد لن تنفعني و أحذفها فيما بعد.
في فيلم الإنفصال نرى امرأة تكلم زوجها في ورشة. أو المشهد الذي يغسل نادر والده العجوز في الحمام. و بعد ذلك أسأل نفسي: هل هذا الرجل هو نفس الرجل الذي شاهدناه في المحكمة؟ و هكذا أكشف زوايا جديدة عن الشخصية و أجد الرابط الذي يربط هذه المشاهد.
و بعد ذلك رد فرهادي عن أسئلة الحاضرين.
إنطلقت فعاليات مهرجان فجر السينمائي العالمي يوم 20 إبريل ويستمر حتى 25 إبريل 2016 فى العاصمة الإيرانية طهران، برئاسة المخرج الإيراني “رضا ميركريمي”.