حلب تستغيث : غارات تمطر حلب «المستثناة» من الهدنة ونزوح جماعي لسكانها

هدأت الأعمال القتالية والقصف على جبهتي شمال اللاذقية وريف دمشق أمس بضغط أميركي -روسي وان كان الى حين، فيما لم تشفع تسعة ايام من الغارات والقصف وسقوط ما يقارب الـ 300 قتيل، لحلب التي عاشت أمس يوما داميا جديدا تجاوز عدد غاراته الـ 30 خلال ساعات فقط، الأمر الذي دفع بالمئات من سكانها الى الفرار بحثا عن النجاة.

وقد شهدت عدة عواصم ومدن عربية وأوروبية لاسيما بيروت واسطنبول ونيويورك، مظاهرات منددة بالغارات والمجازر التي ترتكب في حلب على مسمع ومرأى من العالم والأمم المتحدة.

واستهدفت نحو 30 غارة جوية نفذتها طائرات النظام المدعوم من روسيا مناطق حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة حتى عصر أمس، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت تنسيقيات المعارضة و‏مديرية الدفاع المدني في حلب، ان الغارات استهدفت احياء باب النيرب وبستان القصر والكلاسة والانصاري والحيدرية وكرم الطراب والجزماتي والهلك.

واسفرت عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى أسعف العديد منهم من قبل عناصر الدفاع إلى المشافي الميدانية.

ودفعت الغارات المكثفة المئات من سكان من الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب الى الفرار من منازلهم نحو مناطق اكثر امانا، خشية من الغارات الجوية المتواصلة على المدينة لليوم التاسع على التوالي.

وفي الاحياء الشرقية رصدت وكالة فرانس برس عشرات العائلات تغادر منازلها في حي بستان القصر عند الخامسة من فجر أمس اثر تركيز القصف الجوي عليه خلال الأيام الماضية.

وأكد بعض السكان انهم ينزحون الى اماكن اخرى أكثر أمانا في المدينة فيما فضل آخرون مغادرتها بالكامل عبر طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لسكان الاحياء الشرقية، والمؤدي الى غرب البلاد.

واثناء نقله بعض الحاجيات من منزله الى سيارته في بستان القصر استعدادا للمغادرة، قال ابو محمد لوكالة فرانس برس «الوضع لم يعد يحتمل».

وقرر ابو محمد الفرار الى محافظة ادلب (غرب) عبر طريق الكاستيلو الذي يتعرض ايضا لقصف جوي منذ ايام عدة.

وقتل جراء الغارات الجوية «ستة مدنيين على الأفل بينهم أربعة في باب النيرب واثنان في بستان القصر»، وفق ما افاد الدفاع المدني في الاحياء الشرقية.

وبدت الأحياء الشرقية من المدينة فارغة تماما من السكان فأغلقت المحال وفضل المواطنون البقاء في منازلهم. واختار البعض النزول الى اقبية المنازل علها تكون اكثر امانا. واذا وجد احدهم نفسه مضطرا الى السير في الشارع فيبقي رأسه مرفوعا نحو السماء لمراقبة الطائرات الحربية خوفا من الغارات، وفقا لفرانس برس.

وفي المقابل شهدت الاحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام «هدوءا منذ فجر أمس تخلله سقوط قذائف أطلقتها فصائل إسلامية ومقاتلة على الخالدية وشارع النيل» بحسب المرصد السوري. وقال المرصد ان عدد القتلى المدنيين جراء القصف المتبادل بين القوات الحكومية والمعارضة في أحياء حلب منذ 22 أبريل وصل إلى نحو 250.

خلافا للوضع المأساوي في حلب، صمد «نظام التهدئة» المؤقت الذي أعلنه النظام السوري في وقت مبكر فجر أمس، في الريف الشمالي للاذقية وغوطة دمشق.

وأعلن جيش النظام ان ما يسمى بـ «نظام تهدئة يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة»، لكنه استثنى حلب من هذه الهدنة. وقال ان وقف الأعمال القتالية هذا جاء «حفاظا على تثبيت نظام وقف العمليات القتالية المتفق عليه».

وقال المرصد «لا توجد اشتباكات في اللاذقية ولا توجد اشتباكات في الغوطة» مضيفا أن هناك أعمال عنف محدودة بين جماعات معارضة متنافسة خارج دمشق.

وقال ساكن في الغوطة الغربية التي تحاصرها الحكومة إن القصف توقف على ما يبدو حول العاصمة في الساعات التي تلت بدء «نظام التهدئة» عند الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي.

وأضاف الساكن ويدعى ماهر أبو جعفر لرويترز عبر برنامج محادثة على الانترنت «حتى الآن لا توجد أنشطة عسكرية ولا أصوات قصف في المناطق القريبة ولا أصوات قصف بطائرات حربية».

وكان الموفد الدولي الخاص الى سورية ستافان ديمستورا دعا الخميس روسيا والولايات المتحدة عرابتي الهدنة السارية منذ 27 فبراير الى اتخاذ «مبادرة عاجلة» لإعادة تطبيقها.

وبعد ساعات اعلن عن اتفاق بين الدولتين الكبريين على «نظام تهدئة» في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق وفي ريف اللاذقية شمالا.

وذكرت مصادر روسية وسورية ان التهدئة لم تشمل حلب، حيث قالت موسكو انها لن تمارس اي ضغوط على النظام لوقف قصفه حلب.

من جهته، قال المبعوث الاميركي الخاص الى سورية مايكل راتني في بيان ان الاتفاق هو «اعادة الالتزام العام بشروط الهدنة  وليس اتفاقات محلية جديدة لوقف اطلاق النار».

شكرا للتعليق على الموضوع