مدحت محى الدين يكتب : إضراب خمس نجوم !!
قام طيارين ومساعدى الطيارين بشركة مصر للطيران بعمل إضراب بطىء للضغط على مسئولى مصر للطيران لزيادة رواتبهم وتحسين أوضاعهم المعيشية حيث بدأوا منذ أيام بتنفيذ إضراب بطىء ومميز ، فهم لم يضربوا عن العمل كلياً ولم يقوموا بالإعتصام بل قاموا بالتحجج بأسباب واهية ليقوموا بتعطيل رحلات الطيران مما تسبب فى خسارة الشركة لملايين من الجنيهات فى وقت قياسى ، فمثلاً قام أحد الطيارين بتعطيل رحلة مسافرة للغردقة لمدة 3 ساعات بدعوى أن فنجان القهوة سقط على بنطلونه مما جعله يعطل الرحلة ثم ذهب لمنزله بدعوى أنه فى حاجة إلى أجازة مرضية بعد ” لسعة القهوة ” مما أدى إلى إلغاء 4 ركاب أجانب لسفرهم .
والخسارة التى نتجت عن هذا ” التهريج ” ليست فقط خسارة مادية أو معنوية بتعطيل مصالح البشر بل أيضاً فضيحة عالمية وكأن البلد ينقصها فضائح دولية .
الجدير بالذكر أن مرتب الطيار بمصر للطيران يتراوح بين 80 إلى 120 ألف جنيه !! مرتب الطيار فى شركة مصر للطيران يفوق مرتب رئيس الجمهورية !! نعم عزيزى القارىء أعلم أنك استأت من الطبيب الذى أضرب بالرغم من أن مرتبه يكاد يصل إلى ألفين جنيه ، وأعلم أنك استأت من المدرس الذى أضرب بالرغم من أن مرتبه أيضا يصل إلى ألفين جنيه ، وأعلم أنك استأت من سائق القطار الذى أضرب لأن مرتبه كان خمسة آلاف جنيه ، وأعلم أنك استأت من الصحفى ومن المحامى ومن جميع من أضرب واتهمته بأنه عابىء فقط لمشاكله الشخصية ولا يهتم لمشاكل البلد أو ظروفها ولكن ماذا ستقول فى إضراب طيارين مصر للطيران ؟!!
أنا كمواطن أوجه حديثى الآن إلى صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران ، أنت تعلم جيداً أنك لست فى حاجة للإستجابة لمطالب الطيارين ” الساخطين على النعمة ” ولست فى حاجة للسماح بخسارة شركة مصر للطيران لهذا الكم من الملايين ، كما أنك تعلم جيداً أنك تستطيع أن تستورد طيارين أكفاء كطيارين أوروبا الشرقية وغيرها من البلاد وبمرتبات أقل مما تُدفع الآن لطيارين مصر للطيران المشاركين فى مؤامرة ” خسّر مصر ملايين أو الوى دراعها وزود اللى زايد ” .
المرتب الذى يتقاضاه طيار شركة مصر للطيران يكفى لحياة أكثر من كريمة ، يكفى كل شهر للمأكل والملبس والعلاج وحتى ” الفسحة ” ، يكفى أسرة بحالها ولكنه الطمع و ” الدلع ” أصبح من سمة المرتاح ، وأصبح شعار إضراب الطيارين ” زهقنا من الكافيار ” ..نفهم مطالب الطبقة المعدومة وطبقة محدودى ومتوسطى الدخل ولكن مطالب طيارين مصر للطيران الآن هى ما ليست لها وصف سوى ” التهريج ” ونصيحتى للمسئولين و صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران اتخذوا موقفاً حاسماً لوقف هذا الإستهتار بأشغال الناس ووقتهم ومصالحهم ، وأى طيار عامل مشاكل او مضرب أو ” بيدلع ” استغنى عن خدماته وتعاقد مع طيارين أجانب ووفروا على نفسكم الملايين ووفروا علينا ” حرقة الدم ” .
