محمد النقلى يكتب : إصطباحه “الإختلاف”
الأصل في خلق الكون هو ” الإختلاف ” ولله في ذلك عظيم الحكمة حتى يتم التكامل والتكافل فيما بين المخلوقات ..
والأمثله في ذلك كثيره .. فقد خلق الله الماء عذبٌ فرات وكذلك مِلحٌ أُجاج .. والزروع مختلف ألوانها وطعمها .. وكذلك الحيوان والحشرات … الخ
أما البشر .. فقد قال الله تعالى فى محكم آياته :
يَأَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا .. الآيه (الحجرات)
وايضا قال عز وجل :
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ .. الآيه (الانعام)
أى إننا كسائر مخلوقات الله مختلفين فيما بيننا .. في الجنس و في الأخلاق والأرزاق والأذواق , في الأشكال والألوان , في الميول والإتجاهات … وهذا الإختلاف ” ضروره ” جعلها الله فيما بيننا لنكتمل ببعضنا , جعلها الله .. لنتفق , ومن ثم إعمار الكون وهى إحدى المهام الأساسيه والتى من أجلها خُلقنا ..
فهل نحن منتبهون لما أرادهُ الله لنا من هذا الإختلاف ؟
ولمعنى ” الإختلاف ” هل نحن مدركون ؟ كلا .. والذى نفسي بيدهِ إنا فى جهلنا لغارقون , لم نتعلم بعد إن فى إختلافنا .. نعمه , وإختلاف الثقافات والحضارات هو للإلتقاء والإرتقاء وليس للشحناء والبغضاء .. فمتى نعلم ياساده إن ” الآخر ” ضروره لكلٍ منا .. يستمد كلٍ منا وجوده من الآخر ؟ لماذا إتفقنا وتعاهدنا فيما بيننا (ضمناً) على رفض ” الآخر ” ؟ كيف أصبح كل من إختلف عنا أو معنا هو عدوٌ لنا يجب محاربته وقتاله ؟
لماذا وكيف حولنا ” الإختلاف ” الى ” خلاف ” ؟!!
لا ياساده .. تعالوا نتفق على إن الإختلاف ارادة الله وهو أصل الخلق .. تعالوا نستمع الى صوت العقل والحق والحكمه والتى تنطق بها آيات الله تعالى .. يا كل ” آخر ” .. يا من لم تحمل في وجهي سلاح , يا من لم تتلوث يده بدمِ أخيه المصري .. تعالى إلى كلمة سواء .. إنضم إلى الصف ,شاركنى همي , شاركنى فرحي , شاركني حب مصر .. تعالى نختلف في كل شئ .. في أى شئ .. إلا حب مصر , لا أشك فى وطنيتك , ولا في حبك لها .. لن تصبح مصر إلا بنا .. إلا لنا .. أنت و .. أنا .
” إستقيموا يرحمكم الله “