نانسى فتوح تكتب : لا تقولي وا معتصماه .. بل قولي وا أسفاه ..

صمت يسودنا من قوة الفجيعة، وصرخة أخرى نطلقها من ظلم الطغاة .
دماء تسيل ،أرواح تزهق ، طفولة تعقر، و سوريا الأم تنظر بحرقة إلى أبنائها.

 أرض باركها الرحمن ، و دعا لها رسول الأمة الإسلامية ،أرض أنجبت السواعد الخضراء اليانعة، بنوها و حصنّوا قلاعها قديماً بقوة الحق و بذل النفيس وهدر الدماء، ولكن تكسرت قلاعها الشامخة من طغاة المعتدين .
وأتى اليوم من يفسد فيها ويسفك الدماء ويغرق أبناؤها في غيبوبة الضياع.

وتصيح سوريا .. وا معتصماه .. ولكن .. لا حياة لمن تنادي !

ليست سوريا فقط هي المشهد الأول لحرق الأجساد وسفك الدماء، فقد اعتدنا على الشهادة على أراضي المسلمين جميعاً في بقاع الأرض، بداية من البوسنة حتى العراق وفلسطين ولا مجيب !

ولكن إلى متى ستظلون يا حكام العرب تنظرون إلى نساء ثكلى وأطفال تقطع أوصال براءتهم وشباب بعمر الورد تتساقط جثثهم وأنتم صمٌ .. بكمٌ ..عميٌ تستسلمون وتسلكون طريق الخذلان ؟

فأنتم تعيشون رغد الحياة على دفء الغرب ..

فقد مات الضمير العربي من أجل الخنوع والخضوع للقوى العظمى، فأمريكا وروسيا تدير الصراع وينفذها الحكام العرب.

إلى متى ستظل أمريكا هي المدبر والمخطط والقائد الأعلى في توزيع الأدوار في الالم من أجل مصالحها الخاصة ومن أجل أمن إسرائيل، وتعمل على استهداف الدول الواحدة تلو الأخرى من أجل إضعاف الشرق الأوسط، وتفتيته وذلك من أجل تدليل طفله وهو الكيان الصهيوني والمحافظة عليه؟

ولكن هل يتم ذلك باستعمال حكامنا العرب ليكونوا أداة لتنفيذ خططهم وذلك على أشلاء شعوبهم وأبناءهم؟

فقد تم التخطيط والآن تم التنفيذ في انفصال وإنهاك الشعوب العربية اقتصادياً وسياسياً، وإدخال مؤسساتها داخلياً وخارجياً في صراعات طويلة من أجل كسر قوة أي مؤسسة مهما عُلي قدرها ومهما كبر عظمها.

فلننتبه فالدائرة تدور .. العراق أمس .. وسوريا اليوم .. ومصر غداً، ولنعي جيداً أننا نقع في يد تخطيط عالمي، شديد الذكاء.

وكل إنسان يريد أن يحقق هواه بصرف النظر عن حقوق الآخرين، وللأسف بالرغم من التأكد بمغزى دهاءهم، فنحن مستمرون في تنفيذ خططهم.

ألا تسمعون زئير الدم الهادر على الأراضي الطاهرة؟

هل مشاهد التضليل تغيّب عقولكم فتدفعكم لتكونوا بعضكم لبعض قنابل من نار؟
فأنتم تحرقون أنفسكم قبل أن تحرقوا أجساد و قلوب شعبكم.

فلا تنادي يا سوريا (ياعرب) بل اسقطي حرف العين من ندائك .. فلم ولن يتبقى من الحكام سوى عباءة من التضليل.

اقرأ للكاتبة : 

نانسى فتوح تكتب : نزيف لا يتوقف..

شكرا للتعليق على الموضوع