من وراء الفتنة الطائفية في المنيا ؟!!
سؤال طرحناه واجابتة : سيدة في العقد الرابع من عمرها، لا تجيد القراءة والكتابة، بسيطة وفقيرة تعيش مع عائلتها الآن بسبب خلافات بينها وبين زوجها، لكنها كادت تحول مدينة أبو قرقاص الواقعة في محافظة المنيا جنوب مصر لحمامات دم، وتشعل فتنة طائفية لا تحمد عقباها في مصر.
اسمها نجوى، ربة منزل لديها 3 أولاد من زوجها المسلم هم نورا وعمر ونورهان، وتؤكد أن ما حدث هي خلافات عائلية بينها وبين أهل زوجها ولا علاقة لها بالشرف أو الدين، وتقول إن أقارب زوجها روجوا أنها على علاقة بالشاب المسيحي أشرف عطية للانتقام منها بعدما طلبت الطلاق من زوجها.
وتذكر لـ”العربية.نت”، أن زوجها المسلم شريك للشاب المسيحي في محل أدوات كهربائية بالقرية، وأن زوجها يعاملها بقسوة وعنف، لذلك طلبت الطلاق منه، فجن جنون أقاربه وأسرته، وروجوا شائعة أنها على علاقة مع شريكه المسيحي ليبرئوا ابنهم من سوء تصرفاته معها، مضيفة أنها تقدمت ببلاغ يحمل رقم 3933 إداري أبو قرقاص إلى قسم الشرطة، وطلبت منهم أن يعرضوها على أي لجنة طبية لإثبات براءتها.
كما أشارت إلى أن أهل زوجها يعلمون جيداً أن الشاب المسيحي متزوج ولديه أطفال ومستقر في حياته العائلية، فكيف يقيم علاقة عاطفية معها، مؤكدة أن كل أهل القرية يعلمون الحقيقة، وأن من انساقوا وراء شائعات أهل زوجها هم بعض الشباب صغار السن، إضافة لآخرين من خارج القرية.
من جانب أخر، فرضت الأجهزة الأمنية إجراءات أمنية مشددة على مداخل ومخارج قرية الكرم بعد الأحداث الأخيرة التي أدت لقيام عدد من المواطنين بالتجمهر أمام منزل الشاب القبطي، وإلقاء زجاجات المولوتوف عليه، وإحراق 3 منازل مجاورة، وامتداد النيران لثلاثة منازل أخرى، وتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها، مشهرين بها أمام حشد كبير بالشارع، حتى تدخلت مواطنة مسلمة لتغطي جسد جارتها وتسترها.
في سياق متصل، قررت نيابة أبو قرقاص حبس 5 من المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيق في القضية، ومنهم زوج السيدة وأربعة آخرون، كما أمرت النيابة العامة بضبط وإحضار 17 متهماً آخرين.
بدوره، أكد محافظ المنيا، اللواء طارق نصر، عدم قبول أية تجاوزات أو سلوكيات غير مسؤولة تقع من الأخوة المسلمين ضد أشقائهم المسيحيين، لافتاً إلى أن الدولة لن تقبل بحدوث مثل هذه التجاوزات أو التقاعس عن تنفيذ القانون. وشدد على أنه ستتم محاسبة المقصرين والمخالفين للقانون.
وقال نصر، خلال اللقاء الذي تم عقده بمكتبه مع قيادات أمنية وكنسية لإزالة أسباب الخلاف بين المسلمين، إن هناك أيادي خفية تحاول إحداث انشقاق بين المسلمين وأشقائهم المسيحيين، وأن هذا لن يحدث إيماناً من المصريين بأنهم كيان واحد.
وطالب المحافظ بضرورة احتواء الأزمة وتهيئة الأجواء لإزالة أي خلاف، وعدم السماح بأية تجاوزات أو سلوكيات تضر بالنسيج الوطني، مؤكداً على محاسبة المتسببين فيه بكل شدة.