مدحت محى الدين يكتب : ” روزفلت لو كان مصرياً “
تتظاهر بعض مؤسسات الدولة بأنها تطبق القوانين والحقيقة المُرة التى يعلمها الجميع أن ” الواسطة ” فقط هى سيد الموقف فأصحاب الموهبة والكفاءة يمشون على الأرض ، أما أصحاب الواسطة فيمشون على رقاب العباد ، ولكن لابد وأن يتظاهر بعض المسئولين ويمثلوا دور المكافحين المطبقين للقوانين ، ومن أهم الأشياء التى شهدناها فى الفترة الأخيرة وكشفت تقصير وإهمال الحكومة وبعض المؤسسات تسريبات إمتحانات الثانوية العامة والتى تسببت فى مساواة الطالب الغشاش والفاشل بالطالب المجتهد الذى طفح أهله المر ولم نسمع إلى الآن عن تحديد المسئول عن هذه الكارثة ، ورأينا أيضا ارتفاع أسعار السلع وإنعدام رقابة الحكومة على التجار وغلاء غير طبيعى يواجهه المواطن ، والحكومة تتظاهر بالعمل ويستمر المسلسل حتى طال الأزهر الشريف .
نعم الأزهر الذى أصبح يتظاهر ويمثل بأنه يطبق القوانين والحقيقة أنه مثله مثل الحكومة ” الواسطة ” هى سيد الموقف وأقصد بذلك إعلانهم كل فترة عن مسابقات للتعيين كمسابقة الوعظ بالأزهر التى تم الإعلان عنها منذ أشهر لتعببن 11800 وظيفة والحقيقة أنه فى كل مسابقة يتقدم آلاف الشباب ليحضروا الإمتحان والتصفيات ثم يفاجأون بأن الأسماء المعينة مختارة قبل الإعلان حتى عن المسابقة والعديد منهم من أبناء العاملين بالمشيخة ، والأسوأ من ذلك هو عدم التزامهم بال 5% من ذوى الإحتياجات الخاصة ، هناك قانون يلزم الجهات الحكومية وغير الحكومية وكل صاحب عمل ممن يستخدمون خمسة وعشرين عامل فأكثر بتعيين 5% من ذوى الإحتياجات الخاصة من مجموع عدد العاملين ولكن الأزهر لا يلتزم بهذه النسبة بحجة أنه غير ملزم بذلك وعدم اعترافه بأنه من مؤسسات الدولة ، وبالرغم من أن هناك مؤسسات فى الدولة لا تلتزم بهذا القانون ولكنه من المؤلم ان ترى ذلك فى الأزهر الذى يمثل قيمة كبيرة للعالم العربى كله وليس فى مصر فقط .
بعض المسئولين فى مصر يشعرون أى إنسان من ذوى الإحتياجات الخاصة بأنه غير مرئى وحين يتفوق أحدهم فى شىء أو فى رياضة ما يستدعى المسئولين الفخر ويتصورون مع هذا المعجزة الذى تحدى الإعاقة ثم يتم نسيانه تماما كأن لم يكن ، ولكن فى البلاد المتقدمة يظلون وراء ذوى الإحتياجات الخاصة حتى يتفوق ويكون من الرائدين وذلك فى جميع المجالات ومن أكبر الأمثلة على ذلك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية القعيد ” فرانكلين روزفلت ” الرئيس الثانى والثلاثين لأمريكا والذى حكم فى الفترة بين 1933 حتى 1945 وكان ينتمى للحزب الديمقراطى وأعيد انتخابة أربع مرات متتالية وتوفى فى العام الأول من ولايته الرابعة ، وكان روزفلت رئيسا ناجحاً قفز بأمريكا للأمام إقتصادياً وكان دوره بارزاً فى الحرب العالمية الثانية وساهم فى انتصار الحلفاء ، ويعد روزفلت من أعظم ثلاث رؤساء لأمريكا على الرغم من إصابته بالشلل الذى أقعده على كرسى متحرك .
والآن عزيزى القارىء بعدما أخبرتك بنبذة عن تاريخ “روزفلت ” هل فهمت الآن لماذا أخبرك بان موقف الأزهر من ذوى الإحتياجات مؤلم ؟! المؤسف أيضاً أن هذا التاريخ المبهر لأمريكا حدث فى عام 1933 والآن ونحن فى عام 2016 لم نصل لعُشر ما وصلوا إليه ولا حتى فى الأفكار ، إلى متى سنظل هكذا ؟! إلى متى ستظل مصر ترجع للخلف ؟! إلى متى ستظل مصر من دول العالم الثالث ؟! إلى متى سيستمر أذى بعض المسئولين للبلد بدلاً من العمل على إفادتها ؟!! .