محمد النقلى يكتب : إصطباحه “الدعوة .. الحكمة .. الرصاص”

قال الله تعالى فى كتابِه الحكيم  :

” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ” (125النحل)

من سياق الآيه الكريمه .. نفهم الآتى :

إن الله يأمرنا بالدعوةِ

يحدد لنا وسائل تلك الدعوةِ

يخبرنا بإنه وحدهُ ( ووحدهُ فقط ) الذى يعلم بمن ضلَّ وبمن إهتدى

أى أن الدعوةِ الى سبيل الله يجب أن تكون بالوسائل المذكوره فى الآيه الكريمه أو بإحدى تلك الوسائل .. والتى هى على الترتيب :

الحكمةِ .

الموعظةِ الحسنةِ .

المناقشه والحوار والمجادله بالتى هى أحسن .

حسناً .. هنا يجب أن يحضُرنا سؤال هام جداً ألا وهو ..

لماذا قدم الله ” الحكمةِ ” على ” الموعظة الحسنةِ ” ؟

وللإجابه على هذا السؤال يجب معرفة أوتعريف معنى ” الحكمة ” ..

أولاً .. معنى  الحكمة .. ” لغةً “

هى .. ما أحاط بحَنَكَي الفرس، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّها تمنعه من الجري الشَّديد، وتُذلِّل الدَّابَّة لراكبها، حتى تمنعها من الجِماح ، ومنه اشتقاق الحِكْمَة؛ لأنَّها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل , وأَحْكَمَ الأَمْرَ: أي أَتْقَنَه فاستَحْكَم، ومنعه عن الفساد، أو منعه من الخروج عمَّا يريد .

ثانياً .. معنى الحكمة .. ” إصطلاحاً “

 قال أبو إسماعيل الهروي:

 (الحِكْمَة اسم لإحكام وضع الشيء في موضعه . )
وقال ابن القيِّم :

(الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي . )

مما ذكر نخلُص الى إن الحكمة هى كل مارسخ فى العقل من مفاهيم صحيحه .. وتُرجم الى سلوك وتصرف ..

أما ” الموعظة الحسنه ” فهى الكلمه بلطفٍ ولين وحُسن الخطاب

ومن هُنا نفهم لماذا قدم الله ” الحكمةِ ” على “الموعظة الحسنةِ”

بمعنى إنه إذا كنت قد آمنت بالله وكتبهِ ورُسلهِ فيجب أن يتسم سلوكي بما قد آمنت به .. وهُنا يتجلى معنى ” الحكمة “

ولماذا جاءت ” الموعظة الحسنة ” لاحقة لها .. فليس كل من آمن بالله وكتبهِ ورُسلهِ يملك حُسن التعبير وكذلك حُسن الخطاب , ولكنه يملك ويتحكم في سلوكياتهِ .

مما سبق يتضح إن الله لم يأمرنا بإستخدام السلاح والقتل والحرق والتدمير فى دعوتنا إلى سبيل الله بل أمرنا بإستخدام العقل والحكمةِ والكلمة اللينة وحُسن الخِطاب .. أما إستخدام وسائل غير تلك التى ذكرها الله في محكم آياتهِ فما هو إلا صدٌ عن سبيل الله .. يفرِق ولا يُجمِع .. يُقسِم ولا يُلملم  والأدله على ذلك كثيره .. إذا نظرنا إلى حال الأمه والعالم من حولنا .. ونتساءل ..

ما هذا الذى فعلناه فى أنفسنا .. وبأنفسنا ؟!

 ماهذا الذى صرنا إليه .. وأصبحنا عليه ؟!!

الفرقة تقتلنا .. والإنقسام يمزقنا .. عبر تاريخنا لم نمر بمثل تلك الحالة من التشرذُم .. منذ متى ونحن نتربص ببعضنا البعض ؟ .. كيف اصبح الرصاص هو لغة الدعوه والحوار ؟

كيف هان المسلم على المسلم ؟

ألف كيف ؟ .. ومليون لماذا ….؟  وﻻ إجابه .. !!

الكل يعتقد أنه ” الصح ” .. الكل يعتقد إنه يمتلك الحق .. ويحتكر الحقيقه … عجباً !!!

واﻷعجبُ .. إن من يعتقد ذلك .. هم أهل الدين ( كما يدَّعون ) .. أى دين هذا الذى يدعو إلى القتل والتفجير وترويع المواطن الذى ﻻذنب له سوى خروجه صباحا سعيا وراء رزقه ورزق من يعوله ؟!

    أهذا الذى دعانا إليه الله و رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع من نختلف معه ؟ .. ﻻ والله ما دعانا لهذا  .. والله إنى أراها الفتنة .. أراها بروفة لفتنة ” الدجال ” الذى سيقسم البلاد والعباد كما أخبرنا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) .

 إنتبهوا ياسادة .. إنه ناقوس الخطر يدق في رؤوسنا .. فلننتبه ولنستمع لصوت العقل .. إنها معركة .. ليس فيها منتصر .. الكل مكسور .. الكل مهزوم .. الكل خاسر ..
”  إستقيموا يرحمكم الله “

بقلم .. محمدعلي النقلي

شكرا للتعليق على الموضوع