سمية كمال تكتب: أن تكوني جامحة كالحصان..
تجلس بغرفتها وتحاول اسكات الاصوات التي تتردد بداخلها لماذا لا تشعرين بالراحة.. فشلت التأقلم مع القيود، ولماذا دائما تدور التساؤلات المزعجة حول تصرفاتي بشكل مستمر، ودائما ما تلاحقني التعليقات السخيفة حول شكلي وطريقة كلامي والموسيقي التي افضلها، دائما ما اهرب من التعليمات التي ارفض الخضوع اليها، ودائما ما يجول بخاطري “لماذا التعليمات والنصائح تعرف طريقها جيدا إلي لتأتيني من الجميع!”، وارفضها وأبدي الانزعاج والسخط بدون توقف، وتأتي محاولتي التي غالبا ما تبوء بالفشل في ايقاف الكلمات الغليظة واللعنات على كل من حاول التدخل بحياتي.
قد يعاني الكثير من هذه التصرفات التي قد تصبح معتادة لدي البعض، ولكنها قد تكون امر مرهق لدي البعض الاخر وتستهلك منهم الوقت والجهد والتفكير لتدور سلسلة من التساؤلات التي لا تتوقف وتسبب الألم لهم.
“سوسن انها لا تشبهني انها عنيدة ولا تخشي احد” دائما ما يجئ بذهني سوسن وخديجة رائعة الكاتبة رضوي عاشور، سوسن تلك الفتاة الجامحة التي لا تخشي احد التي تكمل تعليمها وتلتحق بكلية الحقوق وتمارس العمل السياسي وترفض الخضوع دائما، وكانت خديجة أمها لا تكف عن القاء اللوم ومحاولات السيطرة علي هذا الجموح الذى كانت تراه يشكل خطرا عليها، ولكن في المقابل كانت سوسن تستغرب من تصرف امها معها، وتتساءل عن سبب هذه التصرفات، ولماذا لما تصبح مثل زينب اختها مطيعة وهادئة رغم ان كل منهم تلقى نفس التربية بنفس البيت ونفس التعليم وانواع الطعام لم يختلف شيء، كانت تؤرقها التساؤلات.
قد يشكل جموح الشخصية خطراً علي الشخص فيصبح دائما كالفراشة التي تهوي الاقتراب من النار دون ادراك إن محاولات ابعادها عن هذه النيران هي خوف من احتراقها وليس من باب التطفل عليها.
هذه الاصوات التي لا تخمد يمكن التعامل معها بشكل اسهل حتي لا تهدر قوتنا وترهق ازهاننا، فمن الافضل التعامل مع جموح الشخصية بشكل طبيعي علي انه نمط من انماط الشخصيات من الممكن أن تقابلها او يكون جزء من حياتك او تكون انت صاحب هذا الشخصية.
اصحاب الشخصيات الجامحة يرفضون القيود، ودائما ما يريدون التحليق بعيدا فبدلا من محاولات السيطرة عليهم من الافضل الدخول معهم في علاقات ودية للنقاش معهم ومن الافضل تجنب اصدار الاوامر والنصائح التي لا توصل لنتائج معهم.
وإن كنت من اصحاب الشخصيات الجامحة اعلم ان محاولات السيطرة عليك نابعة غالبا من عدم وضوح الصورة حول تصرفاتك، فلا يوجد اختلاف علي حقك في الحياة والحرية، ولكن هناك دائما من يشعر بالمسئولية تجاهك فعليك توضيح بعض الامور له حتي لا يصاب بالذعر من تصرفاتك التي لا يعلم عنها شيء.
حدد دائما اهدافك بالحياة ولا تحاول الدخول بحروب تستنزف قوتك، عليك بالتحليق دائما وحاول أن تتجاهل محاولات السيطرة عليك فلن يستطيع احد فعل ذلك ابدا يا صديقي.
اطرح الاسئلة كن دائما ما تريد وتجاهل ما يزعجك، ولا تشعر بالاسى علي نفسك فانت نادر في هذا الحياة فابتسم وحلق ولا تنظر خلفك.
تخرج من غرفتها مبتسمة كالعادة بعد أن انهت معركة تساؤلات لليوم والتي قد لا تكف عن طرحها كل يوم لتصل الي نتيجة تريحها في يوما ما علها تهدئ من افكارها المشتعلة.