فوزي المصري يكتب : الوزير وجنوده
من المفترض أن عمل الوزير سياسي ولذا يطلق علية قيادة سياسية تنقل وجهة ورؤية الحكومة والرئيس وتقوم ببلورة هذه الي نتائج داخل وزارتها . لذا يقوم كل وزير يعين بلقاء القيادات بوزارته ومناقشتهم ووضع التصور لتحديث أو تطوير الوزراة بما يتناسب مع التوجهات السياسية
زمان كان وكلاء الوزارة في كل وزارة هم الأساس والأهم لأسباب كثيرة منها الخبرة والاحتكاك ومعرفة تفاصيل مشاكل وقدرات الوزارة ويقوموا بادارتها اداريا وفنيا .
في خلال سنوات فائتة دخلت حياتنا العملية “الفهلوة وتمشية الأحوال والفبركة” وحسب ما المسؤل يريد نعطية أو بمعني آخر أهم حاجة تسديد الورق كل ما ورقك يبقي مضبوط يبقي أحسن من كده مافيش حتي تسلل هذا الفكر للعاملين الصغار ، يبقي الموظف طول النهار في الشارع لأعمال خاصة أو في مصيف أو في سفر خارج البلاد ثم يقدم للمسؤل انجازاته لدرجة أن البعض من حرفته في المعلومات يجد من يكرمه ويشيد به ، والموظف الذي يجلس في مكتبه طوال ساعات العمل ويصدق في اقراره لا يجد حتي كلمة شكر وأحيانا يحال للتحقيق هذا النمط تغلغل في المؤسسات الحكومية بشكل عام وبعض الشركات بشكل خاص ولذا أفرغ لدينا مسؤلين من نوعية خاصة .
المؤسسات الناجحة هي التي تساعد الموظف علي أن يجتهد بلا خوف وتشجعه علي المصداقية وتعطيه الفرصة للتطوير من نفسه وعمله هذه المؤسسات الناجحة في الحياة العملية .
من متابعاتي لاخبار الفساد في كثير من المواقع يجعلني أن أعيد الذاكرة بأن الوزير يريد أن يثبت لرئيس الوزراء أنه ناجح ومجتهد وبالتالي رئيس الوزراء يرغب في ذلك ليثبت للرئيس أنه نفذ ما تعهد به علي أكمل وجه وبما أن بعض المؤسسات تنتمي للأجيال السابقة التي أشرنا اليها فاصبح لدي الوزير تقارير لا تمس للواقع بل هي سد خانات لتجميل الصورة حتي يرضي الوزير عنهم ولم يفكر وزير أن يتشكك في التقارير المقدمه اليه أو يحاول التأكد ولو بطريقة عشوائية ليتأكد من صدق التقارير المقدمة له _ طبعا بعيدا عن التعمد فهذا شيئ آخر _ حتي الرؤساء في بعض المؤسسات يعجبهم بقاؤهم في التكييف ولا يعلموا شيئ عن العاملين لديهم سوي من خلال أوراق .
ما يصير هذه الأيام حول شون القمح ليست غريبة علي المواطن وكثير من المواطنين يعلموا أكثر من هذا ، لكن الخوف من العقاب يدفعهم للسكوت ، أما حرصا علي لقمة العيش ، أو خوفا من الانتقام كما حدث للذي قام بالابلاغ عن فساد القمح ونال عقابة بثلاث رصاصات في العنق ، ونتمني له السلامة باذن الله لأن هوامير الفساد الذي استشري في البلاد خلال أكثر من أربعين عام من الصعب أن ينتهي في يوم وليلة ورغم ذلك نحمد الله أن الدولة بدأت الخطوة .
في حديث سابق طالبنا أن تكون الأجهزة الرقابية تحت قيادة مستقلة حتي لا تتأثر من الرؤساء في المؤسسات وقد سبق أن تحدثت بأن وزارة التموين والتجارة الداخلية هي أكبر الوزارات احتكاكا بمقدرات المواطن ولذا لا يصح أن تكون الأجهزة الرقابية تحت مظلتها وأنها بحاجة الي وزير من نوع خاص لا شك أن الدكتور الوزير خالد حنفي فعل أشياء كثيرة لكن الهوامير الذين يخضعون له يؤثروا عليه وآخر حديث لمسؤل شعبة القمح بأن الوزير ووزير الزراعة مشاركين في أحداث الفساد بالشون سواء بتوريد ورقي أو بدفع قيمة لكميةوهمية أيا كان هذا الادعاء فكل وزير مسؤل عن وزارته .
أتذكر أن المطاحن في كل عام في شهر يونية ويوليو يقدمون للمخابز دقيق أسود وأحيانا لا يصلح للعجين من كثرة التراب والرمل وكل الحشرات الموجودة في الشارع تجدها فيه لسد العجز قبل الجرد لتسوية العهد سواء بالسرقة أو بما يدعوا به أن العصافير أكلته وللعلم مازال المسلسل مستمر ولكن بصورة أقل في مروري علي المخابز أول أمس كان البعض به العيش به سواد ولكن ليس كما كان في عام 2010 .
تحية للرقابة الادارية والأجهزة الرقابية التي تعمل بصدق وكل موظف يؤدي عمله علي اكمل وجه وندعوا الاستمرار في الطريق لبتر الخونة والمنافقين وهم كثيرون .
فوزى المصرى ( رئيس مجلس ادارة جمعية حماية المستهلك بالشرقيه )