محمد النقلى يكتب : إصطباحه ” صراحة الوقاحه و .. وقاحة الصراحه “

ومابين الإثنتين .. كثيراً ما أتحفتنا الصهيونيه العالميه ، وقدمت لنا على مدار تاريخها ، العديد من الشخصيات المختلفه ، والتي رُسمت لها حدوداً وأدواراً لتؤديها على مسرح السياسه الدوليه .. بدءاً من ..  ” تيودور هرتزل “ ذلك اليهودي النمساوى ، والذي وضع حجر الأساس للحركه الصهيونيه بعد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسريه 1897 ، وكان أول رئيس للمنظمه الصهيونيه العالميه ، و ديفيد بن جوريون الذى كان من زعماء الحركه الصهيونيه  ، ورئيس الوكاله اليهوديه ، وأول رئيس وزراء للحكومه الإسرائيليه بعد إعلان تأسيس دولة إسرائيل ، مروراً بالسيد / هنري كيسنجر .. ذلك اليهودي الداهيه ، مستشار الأمن القومي الأمريكي ، ووزير الخارجيه المخضرم سياسياً ، والرئيس / جورج بوش ، و” بوش ” الأبن .. ( الذي جعلنا  نحمد الله على  إن  نسل وسلالة عائلة ” بوش ” توقفت عند ذلك الغبي ) .. و السيده / مادلين أولبرايت  ، و كونداليزا رايس ، وغيرهم الكثيرين ، الذين ” أثروا ” حياة العرب بالإنقسامات ، والإنتكاسات و .. الإنكسارات ..

     ولكني توقفت كثيراً أمام ذلك ” الوقح ”  دونالد ترامب .. المرشح الجمهوري للرئاسه الأمريكيه والذي ملأ العالم ضجيجاً بتصريحاته المثيره للجدل ، والتي إن بحثنا في كل قواميس لغات العالم عن كلمه لوصف تلك التصريحات فلن نجد غير ” العنصريه ” ، وقد نال منها العرب عامةً ، والمسلمين خاصةً ، النصيب الأكبر .. و مما لاشك فيه أن هذا ” الترامب ” .. كغيره من نجوم السياسه الدوليه السابقين ، وكذلك الذين سيأتون لاحقاً .. هو ” صناعه ” .. تبدأ من الإنتخابات التمهيديه داخل حزبه .. إلى نهاية المرحله الأخيره في إنتخابات الرئاسه الأمريكيه ، مع الأخذ في الإعتبار إن من يقوم بإدارة مثل تلك الحملات الإنتخابيه هم خبراء من الدرجه الأولى في شتى المجالات .. من سياسه وعلاقات دوليه ، إقتصاد ، أمن قومي ، إعلام .. ألخ ، وبالتالي ، فإن أى تصريحات تخرج من الرجل .. تكون محسوبه تماماً بالحرف والكلمه ، وكذلك توقيتها .. إذن .. فالتصريحات “الوقحه” والتي أدلى بها .. ومازال ، ليست عشوائيه .

 وأُنوِه هنا بأنه ليس لمرض ” نظرية المؤامره ” والذي يعاني منه  الفكر العربي ، أي دخل في هذا الشأن ، فأنا لا أؤمن بها .. ولكني لا أستبعدها تماما من تفكيري وتحليلي ، من منطلق .. ليس كل الظن إثم .

أما ماأستوقفني في تصريحات ترامب هو “الصراحه والوضوح” رغم  “الوقاحه والجنوح” فهو وتصريحاته تلك .. مثال واقعي ” لصراحة الوقاحه “ ، فهو لايخفي عداؤه لكل ماهو إسلامي التوجه .. فقد سبق وأعلن ” بأن المسلمين لن يدخلوا الولايات المتحده في حال توليه الرئاسه ” ، كما إنه لايخفي عنصريته تجاه ” اللاتينيين ” عندما صرح بأنه ” سيبني جداراً عازلاً على الحدود الأمريكيه – المكسيكيه لمنع تدفق المهاجرين اللاتنيين ” والذي وصفهم بإرتكاب جرائم الإغتصاب ، والإتجار في المخدرات  .. إلى أخر تلك التصريحات التي تتسم كما قلت بالوقاحه .. ولكنها في الوقت نفسه تحمل قدراً كبيراً من الصراحه ..

     أما أخر تصريحات الرجل ، والتي تعبر بوضوح عن معنى ” وقاحة الصراحه “ أو مرارة الحقيقه ، تلك التي أدلى بها الأسبوع الماضي ، في نهاية المؤتمر العام للحزب الجمهوري ، حيث قال .. ” إنه في عام 2009  وقبل أن تتولى هيلاري كلينتون حقيبة الخارجيه ، لم يكن تنظيم داعش الإرهابي على الخريطه ، وكانت ليبيا متعاونه ،ومصر تعيش في سلام وتنعم بالإستقرار ، والعراق شهد إنخفاضاً حاداً في أعمال العنف ، بينما كانت إيران تحت حصار العقوبات ، وسوريا تحت السيطره ، أما بعد أربع سنوات من سياسات هيلاري ، إنتشر تنظيم داعش ، ليس في المنطقه فحسب ، ولكن في العالم ، وإنهارت ليبيا ، كما وصلت جماعة الإخوان الراديكاليه المتشدده إلى حكم مصر مما أضطر الجيش إلى التدخل ، واصبحت إيران على طريق إمتلاك السلاح النووي ، وسوريا تواجه حرباً أهليه ، وأزمة اللاجئين تهدد الغرب الأن ” .. !!!! إنتهى تصريح الرجل .

واضح جداً .. إن الرجل ليس آسفاً على ما فعلته هيلاري بالشرق الأوسط خلال فترة توليها وزارة الخارجيه ( فليذهب الشرق الأوسط إلى الجحيم ) ، وإنما أسفه فقط على مانتج عن سياسات هيلاري من تداعيات وأثرها على الولايات المتحده ، والغرب .. كما إنه لا يخطُب ود العرب بتلك التصريحات وإنما يغازل الناخب الأمريكي ، بإبراز مثالب منافسته في الإنتخابات القادمه ، أى إنها لاتعدو أكثر من ” دعايه إنتخابيه ” ، وعلى ذلك .. فسواء نجح ترامب أو هيلاري .. فلن يختلف حالنا كثيراٌ .. ولا داعي أن نبالغ في إهتمامنا بإنتظار نتيجة الإنتخابات الأمريكيه فلن يعود علينا منها أى نفع .. ” فصراحة الوقاحه و .. وقاحة الصراحه “ ، ليس إلا .. وجهان لعمله واحده  ، تلك العمله التي  تلعب بها أصابع .. الصهيونيه العالميه ..             إستفيقوا ياعرب قبل أن تصبحوا ذكرى .. لن تسُر من يتذكرها .

” إستقيموا يرحمكم الله “

بقلم .. محمدعلي النقلي

Elnokaly61@gmail.com

شكرا للتعليق على الموضوع