محمد النقلى يكتب: إصطباحه ( هل ” الأحرار ” كانوا .. أحراراً ؟ ) الحريه ( 1 )
” خلق الله الإنسان حراً .. قائده العقل .. فأبى إلا أن يكون عبداً .. قائده الجهل ” … عبدالرحمن الكواكبي …
ومابين الحريه والعقل من جهه ، وبين الإستعباد والجهل من جهةٍ أخرى .. قامت ثورات ، ودار صراع .. بُتيت قصور ، وهُدمت قلاع .. فغالباً .. مايكون الغرور والطموح ..هما صانعي الثورات ، وتكون الحريه .. هى التبرير .. وسيظل الصراع مستعراً حتى لحظة النفخ في الصورِ .
ولكن .. للإجابه على السؤال “العنوان” ومحاولة التحقق من مدى صحة ما تعنيه مقولة ” الكواكبي ” ، يجب أولاً معرفة ماهى الحريه وماذا تعني للأفراد والمجتمعات ، ومن هم .. ” الأحرار “..
بإيجازٍ شديد .. “الحريه هى غياب الإكراه “ ..
أى هى القدره على الفعل أو الإمتناع عن الفعل في إستقلالٍ عن الإكراهات، حيث لايكمُن مفهوم ومضمون حرية الفرد في إنه يستطيع فعل ما يريد ، بل في إنه لايجب عليه فعل ما لايريد ، فقد جُبِلَ الإنسان على الحريه بالفطرةِ ، ولديهِ ميل غريزي وطبيعي لعدم الخضوع والرضوخ ، والإصرار على إمتلاك زمام القرار .
وتتعدد صور ” الحريه ” من حولنا .. فمثلا ..
في الطبيعه ومجال “علم الفيزياء” هناك حرية سقوط الأجسام ، لايحِدَّها في ذلك سوى ثُقلها.
وفي الأقتصاد .. هناك التبادل الحُر للسلع والخدمات .
وفي السياسه .. حرية التجمع والرأى وتكوين الجمعيات والأحزاب .
أما في الدين .. فقد قال الله تعالى في سورة الكهف “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ …. ” (29)
أى .. خلق الله الإنسان وترك له “الحرية ” في إختيار نوع العلاقه بينه وبين خالقه ، إيماناً أو .. كفراً .
هذه هى ” الحريه “كما أرادها الله لنا ، وتلك صورها ، أما حدودها .. فلا يوجد مايسمى ” بالحريه المطلقه “، فوفقاً لقاعدة ” أنت حُر .. ما لم تضُر “ ، تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخر ، وبالتالي يكون ” الآخر ” حُر بمقدار .. ما أنت حُر ، مع الأخذ بعين الإعتبار بأن الحريه تُرتِب مسؤوليه والعكس ، وكلتاهما توأمتان ، إن إنفصلت إحداهما عن الأخرى .. ماتتا .
تأسيساً على ماسبق .. نعود إلى السؤال ” العنوان ” – هل الأحرار كانوا .. أحراراً ؟ – كان مما نتج عن معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا ، أن تم التوسع في قاعدة إختيار الملتحقين بالكليه الحربيه ، فقد تم فتح باب القبول بالكليه لإبناء العامه من الشعب ، بعد أن كان ذلك مقصوراً على أبناء الصفوه من الناس ، وبناءاً على ذلك – ولأول مره – أصبح من بين طلبة الكليه ، وبالتالي الخريجين منها ، عدداً ممن كانوا من واقع طبقي وإجتماعي غير مرتبط بأبناء الطبقه التي كانت في السلطه ، ومن هؤلاء .. كانت اللبنه .. التي تشكل منها ” تنظيم الضباط الأحرار “.
” والحديث موصول .. مالم يُكتب للعمر أُفول “
” إستقيموا يرحمكم الله “
بقلم / محمدعلي النقلي
اقرأ للكاتب