محـمد شوارب يكتب : السيسي يواجه متاعب لكنه ينشد لمستقبل أشرف
هذه السطور التي بين أيدي القراء، منهم من ينكرها ومنهم من يحب، لكن هناك ما يود أن يسمع أو يقرأ ما يحب، فالنفس تأنس لما تحب وتهوى.
وقد يكون البعض من قرائنا موقفه الرفض لما أرى طبعاً مع سبق الإصرار للتفكير واستعمال العقل، وقد يبعث إليِّ البعض كما حدث من قبل أن أكتب واستمر في أسلوبي المميز وأن أبدي رأيي فيما أراه في صالح بلادنا وأمتنا، فلهم الشكر والامتنان، كما أشكر أيضاً المنكر للرأي ورفضه.
… في الحقيقة أن الشعب أو الشعوب التي برّحت بها العلل لا يمكن أن تبرأ من سقامها بين عيشة وضحاها، إنها تحتاج إلى وقت ومراحل متتابعة ومتطاولة كي تنجح في علاجها المتأني الصبور حتى تَنْقَه من بلائها والمعروف أن الزمن هو جزء من العلاج، إن الدولة المحترمة وليد طبيعي لمجتمع محترم والحكومة الصالحة نتيجة طبيعية لأمة صالحة!
فلست أنكر قيمة السلطة في اختصار الزمان بل المسافة، وإني أعلم أن الدولة هي جزء من الدين، وأن حكومتها وأجهزتها الفعّالة جزء من شعب يقدر رئيسه.
… فعلى الشعب أن يبني ولا يهدم وأن يحسن الناس أو الشعب ولا يسئ، علينا أن نمضي في طريق البناء والإصلاح والتوعية والتربية والتبصير والإشراف إلى حياة دنيا لا يتزاحم ولا يطمع فيها أحد حتى الرحيل إلى دنيا الآخرة، وكان ما قدر الله!!
إنني لا أنتمي إلى فرقة أو جماعة أو حزب، ولكني أنتمي لشعب يعرف ويقدر وطنه تماماً يريد له الحب والأمن والآمان، ولكن أنظر بكل أدب وتواضع إلى هذا الرئيس الذي يريد أن يجعل من البلد مستقبل أشرف، وإنني أميل إلى الحق بكل تجرد وفي مجال الإصلاح كما يسعى هذا الرجل الرئيس (مع حفظ الألقاب) إلى التعمير والبناء قدر ما يستطيع رغم إنه يواجه متاعب كثير ما لا يواجها رئيس من قبل ولا من بعد. نعم أقولها بكل صراحة وشفافية ولعل الكل يعي ويعرف أنه يحارب في سيناء كل ليلة هؤلاء الإرهابيين، يواجه مشكلات الاقتصاد والفقر والكهرباء والعشوائيات والمعارضين، فقل لي بالله عليك لو أنك مكانه، ماذا كنت ستفعل؟
فالأمر ليس بالسهل الهين.. فبعضنا له رؤية وعين تبصر، لكن بالنسبة لهذا الرجل كاد أن يترك الحكم مرتين، وقد قالها أكثر من مرة.
… فالناس كثيراً ما تنتقد ولا يعجبها شيء تريد التغيير في كل لحظة وحين، ولكن ليعلم الناس الذين ينتموا سواء لمبارك أو مرسي أن (تشرشل) كان بطلاً لانجلترا وقاد الحرب العالمية الثانية وحقق إنتصاراً وكان من حقه على قومه كبير، لكن القوم رأوا غيره أقدر منه وأجدر بالوزارة فأبعدوه دون حرج وذهب (تشرشل) إلى بيته دون إزعاج أو ضجة، وكذلك (ديغو) الذي مسح العار عن وطنه في فرنسا وقاد حرباً أنتهت لصالحه بالنصر، لكن الفرنسيون قالوا له لم ورقك واترك منصبك، فكان الرجل أسرع من البرق في جمع أوراقه ورحل إلى بيته أو قريته دون مشاكل أو ضجيج.
ما بالك عزيزي القارئ هنا في مصر قامت الدنيا وقعدت في عزل مبارك ومرسي وحاربت بعض الناس المؤسسات الشرطية والجيش فقتل من هؤلاء ومن هؤلاء وراح شهداء من الجانبين وما زال هناك القليل من الناس التي تريد بمصر مأساة، ولكن الله يحفظ هذا البلد من أيد تبعث بها سواء بالفساد أو الكراهية والحقد.
… فعلي أن أبوح بكلمة حارة هي كالدمعة أن نفثت أراحت وفرجت وإذا كتمت أمضت وارمضت كلمة خزنت في ضميري، كلمة لفظت فكانت حياة ومنجاة للكثير.
فبديهي جداً أن أصبح كغيري ممن أباحوا وتصدوا بالكتابة، وهي إنني أهيب بالشعب كله دون فئة أو جماعة أو طائفة أو حزب أن لا يضيعوا وقتاً في الجدال وألا ينخدعوا بالفساد الذي أتى إلينا من الخارج ليدمر بلادنا، وأن يتجهوا إلى مصرنا الحبيبة وأمتهم العربية أيضاً لكي يعالجون عشرات العلل الكامنة والوافدة التي تنخر في كيان الدولة والأمة وتباعدها عن حب الوطن والأمة.
فعلى كل حالم بفساد يجب أن يستيقظ وإلا كان قسماً من العلل وهذا الفساد، فعلينا أن نأمن بحب وطنا وأمتنا لكي نتحاب وأن نقف وراء رئيسنا.
… فاختلاف الناس في هذا العصر والزمان اشتد في أي شيء أندر وأعز وجوداً في هذا الكون العظيم.
وإنني أقول وأؤكد أن أعز الأشياء واندرها في هذا الوجود هو العقل القوي الذي يتحكم في مسائل الأمور بحكمة وصبر ويقين، ولكن يظل بعض الناس تجري وراء عواطفها دون عقل وحكمة في الأمور.
… لابد أن ترقى بلادنا وأمتنا مادياً ومعنوياً فتكون الدولة في يدها لخير الشعب لا لإرضاء فرد أو جماعة مغرورين.