أحمد عطاالله يكتب : مفردات ومعاني “اح واحا”

بقلم : أحمد عطاالله كاتب وصحفي فلسطيني

كثير منا وخاصة أبناء جلدتنا من الفلسطينيين أو من جاورهم في الجغرافيا، أو من يتصل بهم في التاريخ، أو من تشابه معهم خلقا وخلقة، يستخدم ألفاظا يعتبرها من سواقط الكلم، ولا تمت للحياء الأدبي والاجتماعي بصلة، وقد يعاب على من تلفظها.

المهم .. أحد هذه الألفاظ كلمة ” أحَّ ” بفتح الهمزة والحاء مشددة نحو الفتح، أو تفكك الشدة ليستعاض عنها بألف، لتصبح ” أحَّا ” وتلائم سهولة خروج الهواء سلسلا من بين الشفتين، وتستخدم للدلالة على شدة ميوعة ما تناوله أو ما قصده المتكلم من معنى في اللفظ.

 يقول صاحب اللسان ( ابن منظور الانصاري الافريقي المصري ” وفي رواية : ابن مكرم”)  : “أح هي حكاية تنحنح أو توجع”. وفي كلا المعنيين يشار إلى تألم لدى المتكلم، فالأول يدل على علة فسيولوجية جسدية، حيث يتأحَّحُّ المتأحِّحُّ حين السعال، والثاني يدل على وجع نفسي أو اجتماعي يصاب به المرء من مثل تسلط ذوي القربى أو ذوي السلطة، فحين يمنع تسلط الأمر الواقع الاحتفاء برمزية قائد، أو حين تجد المتسلط عن سابق اصرار بتشويه صورة أبناء مدينته حيث نجح مالكوها رفض دفع مزيد من الاتاوات، فهذا يدفع الكثيرين من الجمع أن يصفوا ما يحدث بكلمة أحاااا. وتمد ألفاتها بقدر ما يعاكس الموضوع جوهر العقل والمنطق والقانون والأخلاق وأدبيات سياسة الحكم. وأردف صاحب اللسان : الأُحاحُ من أح، ويعني : شدة الألم، وشدة الحر، وشدة الحزن، وشدة العطش، والغيظ، والضغن. وجميعهم يستحقون كلمة أحااااا. ودعوني أضيف إليهم: الحرمان من السفر وإغلاق المعابر، وشدة الحصار، وغياب الكهرباء، وفرض ضرائب التضامن والتكافل الاجتماعي، والتضييق على قطاع السياحة والفندقة والمطاعم واصحاب المصالح التجارية بحجج واهية، وشدة التبجح، والعناد، وكبر الراس، وتخوين الآخرين، وقيام الليل من أجل الحزب ومصالحة الضيقة، والتمسك بوهم السلطة حتى وإن كان الضحية شعب كامل وغرقه في مستقبل مجهول. أليس كل ذلك يستحق كلمات أحاااااااا؟؟ كما يقول قطاع واسع من جمهرة الناس !!!

عود على بدء. يقول الفراء ( وهو الذي كان يفري كلام العرب فريا ) : أحَّ القوم يَئحُّون أحَّا، أي إذا سمعت لهم حفيفا عند المشي، وهذا كلام شاذ عند العرب. ويضف الفراء : إن لفظ أح يعني الشدة في الضيق ، فأحاحُ وأحيحةٌ هي شدة الضغن والحقد والغيظ.

ألا ترون أن كل الناس يصيبهم شدة الغيط من كل شيء مما حولهم ؟ وهذا سببه ضنك العيش وانعدام سبل الحياة، وبلادة السياسيين، وغرق قادة فصائلنا العتيدة بمصالحهم الذاتية. بمعنى آخر يموت يموت الشعب، في السر والعلانية، ويعيش يعيش التلفزيون، من أجل الظهور في المساء في لقاء مختزل، وأسمى أمانيه اختيار لون ونوع بزته التي سيظهر بها أمام الغلابة الذين وضعوا ثقتهم وأمانة قضيتهم في أعناقه

ألف أحاااااا على شانك يا شعبي .. !!!

أنصحكم بشيء : لا تستخدموا كلمة أحاااا، واستعيضوها بكلمة آآآآخَّ ، لكثرة الخوازيق بعد شدة الضيق.

فرج عنا يا مفرج الكروب !!

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *