محسن عقيلان يكتب : قاعدة همدان تمدد روسى ام احتواء ايرانى ؟

ان انطلاق الطائرات الروسية من قاعدة همدان الايرانية حدث كبير في ظل التحالفات المتحركة والرفض الايراني لفتح قواعده لقوى خارجية مما فتح الباب لموجة من التحليلات .

من الناحية العملياتية مهمة لاختصار المسافة بدلا من 2000 كم تقطعها الطائرات من قواعد في اوسيتيا الشمالية جنوب روسيا اصبحت من قاعدة همدان 900كم بالاضافة الى ان مطار حميم السوري لا يستطيع استقبال طائرات قاذفة بهذا الحجم وتنظر روسيا الى الصعود والهبوط الامن من قاعدة همدان بسبب وجود  خطرالمعارضة المسلحة في محيط المطار السورى و ايضا من ناحية التخفيف من وقود الطائرات لزيادة حمولتها من الصواريخ اما من الناحية الاخرى فان فتح قاعدة همدان امام الطائرات والقاذفات الروسية تعتبر خطوة اخرى على طريق التوسع صحيح ان الخطوات الروسية تزحف ببطئ لكن تحقق نتائج ايجابية لان روسيا بوتين استطاعت بالتدريج الدخول على خط الازمة السورية وانقاذ الاسد من الضربات  الجوية بتسليم الاسلحة الكيمياوية ومن ثم تدخلت عسكريا وفرضت واقع جديد على مجريات الاحداث والان  لاعب رئيسي مقرر فى المفاوضات ووصلت الى قواعد ايران العسكرية وفتحت لها الاجواء العراقية على طريق التمدد المستمر وتحاول الان فتح ثغرة في المعارضة السورية بالذهاب الى الدوحة والاجتماع مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري السابق.

 التمدد الروسي لا يتوقف ولن نفاجئ غدا اذا وجدنا طائرات روسية في ا ليمن في البداية لتقديم المساعدات الانسانية واغاثة المنكوين وبعد ذلك تحليق طائرات عسكرية لحماية المدنيين وبعد ذلك يمكنك ان تتوقع الى اى مدى سيصل التدخل الروسى في الازمة اليمنية

بالنسبة لايران الخطوة تعتبر تغير في الفكر الاستراتيجي لانها دائما تقدم نفسها على انها قوة اقليمية مستقلة بهذه الخطوة اثبتت انها دولة قوية ومحورية لكنها ليست هي المحرك الاول حيث تتباين وتتفاوت القوة بينها وبين روسيا يجعلها مثل تركيا في حلف الناتو اي جزء من المنظومة لان مجرد ان تستخدم روسيا قاعدة عسكرية ايرانية فذلك يعني ان روسيا هي القوة المهيمنة بالضبط عندما دار حديث عن وجود قاعدة ايرانية في سوريا فذلك يعني ان ايران في هذا االتوصيف هي المهيمنة للتقريب اكثر عندما تفتح تركيا قاعدة انجرليك للقوات  الامريكية في هذه الحالة الولايات المتحدة تم وصفها بالمسيطرة او المتحكمة في الامور وينظر اليها بالقوة العظمى وعندما قامت تركيا بفتح قاعدة عسكرية في قطر اصبحت توصف بقوة عظمى اقليمية كل ذلك التوصيف كي نعطى وصف دقيق لقوة ايران وتركيا بالمنطقة حتى لا نتهم بتقزيم او تضخيم قوة اي منهما.

هذا لا يمنع ان تستغل  قاعدة همدان كورقة ضغط على روسيا لاهميتها الاستراتيجية في الوقوف في وجه الزحف الغربي لخنق روسيا من الاطراف وما يريح ايران اكثر  الضيق وسرعة الاتهامات الاسرائيلية بنشر روسيا منظومات اس اس 400  فى قاعدة همدان لان المخيلة الاسرائيلية لا تقف عند هذا الحد بل يتعداها الى امكانية ان يصل التعاون بينهما بان تصبح ايران وقاعدة همدان حاضنة للصواريخ الروسية النووية لاستنساخ قاعدة انجرلك التركية .

لكن من منظور بعيد هل كشف هذ الحدث  بان ايران سيتم احتوائها و تصبح جزء من منظومة  عكس ما تطرحه بانها قوة اقليمية تتمتع باستقلالية القرار هذ ما ستثبته الايام القادمة فى حالة تشكيل حلف رسمى تكون روسيا زعيمة الحلف وايران عضو مهم اكيد ليس بمكانة روسيا وايضا ليس بمكانة سوريا

الخلاصة ان ما يجرى من احداث فى المنطقة وكل المؤشرات تدل على وجود تمدد و انتشار روسى فى المنطقة وتراجع امريكى و احتواء ايرانى من خلال الدفع باتجاه دخولها فى حلف مع روسيا تكون هى فى المقعد الخلفى و رسم السياسات فى المنطقة بيد الدب الروسى.

الكاتب : باحث فى العلاقات الدولية

Tamaly200552@gmail.com

شكرا للتعليق على الموضوع