ناصر اللحام يكتب : شعب يحل مشاكل قياداته
في الاصل ان القيادات تصعد لتحل مشاكل الشعب ، وان الشعب يختار او ينتخب او يتشاور او يتفق او يوافق او يقبل ان تكون هناك قيادات وقوى من النخبة تفكر وتجترح لتحل مشاكله . ولكن هذه ليست اول مرة ان الشعوب هي التي تسعى لحل مشاكل القيادات ، في حين ان القيادات لا تأل جهدا في افشال جهود الشعب المبذولة في هذا الاطار .
ويحاول الشعب منذ عشر سنوات ، يحاول شعبيا ونقابيا واعلاميا وسياسيا وبالمبادرات وبالتظاهرات وببالتحفيز وبالحث والتطبيق والتشبيك ان يجمع بين الشتيتين وان يعيد لحمة الجغرافيا والديموغارفيا دون جدوى . فالقيادات بذلت جهدا أكبر واعمق وأقوى لافشال الجهود الشعبية لانجاز المصالحة .
على صعيد المشاكل الاخرى ، يواصل الشعب محاولاته حل مشاكل القيادات ، في التوظيف وفي المياه وعلى المعابر والجامعات والمصانع والمزارع . يحاول الناس ولم يصيبهم اليأس . يصحون من نومهم الثانية فجرا ويصطفون على الحواجز العسكرية نحو ورشات العمل ، يتحدون جدار شارون وتهديدات ليبرمان وجنون نتانياهو ، ويواصلون البقاء والعمل ، فيما القيادات أصابها اليأس والملل وصارت تستنكف وتحرد .
شعب الارض المحتلة ، يواصل الامل والعمل . يواصل البقاء والتحدي والصير والتعليم والصلاة والدعاء . اما قيادات المرحلة فقد أصابها القنوط ، وصار يزعجها هذه المحاولات المتكررة من الشعب لحل مشاكلها . وربما تصدر بعض القيادات بيانا تطلب فيه من الشعب ( عدم التدخل في مشاكلها ) .
وكل وافد جديد الى مقاعد القيادة يريد التجريب من جديد ، يريد ان يحاول من دون تراكم معرفي . ولا يقبل ان يستفيد من تجارب الماضي .
في اليمين يشتمون اليسار ويهزؤون من تجربته ، وفي اليسار تصيبهم نوبة قهقهة لان اليمين يفشل !! وهكذا يدفع المواطن نفس الفاتورة عدة مرات .
حري بالقيادات ان تحل مشاكل الشعب ، وليس العكس .
وحري بالقيادات في خارج فلسطين ان تساعد القيادات في داخل الارض المحتلة وليس العكس .
وحري بالدول العربية ان تساعد فلسطين لحل مشاكلها وليس العكس .
وحري بكبار العمر ان يضعوا خطط المقاومة الشعبية وليس الاطفال .
وفي كل دول العالم يدفع المسؤول رشوة عشرات الاف النقود ليعفي ولده من التجنيد في الجيش ، الا في وطني يهرع المسؤول لتعيين ابنه في اجهزة الامن ويمنع المواطن الفقير من ذلك !!!!
اقرأ للكاتب :
غضب العاقل.. الجاليات الفلسطينية في الشتات
شمعون بيريس وقصصه مع الأبقار والدجاج
هل يفرض الأشقاء العرب على ” أبو مازن” الغاء الانتخابات ؟