يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

اليوم هو يوم ميلادى ، وكعادتى كل عام ، لا أتردد لحظه فى الاعتراف بعمرى على الملأ و بمنتهى الثقه دون ان يبادرنى شخص حتى بالسؤال !!!!!

الشىء الذى يجعل الكثيرين يندهشوا فكيف لامرأة ان تجهر هكذا بعمرها دون قلق خصوصاً انها ليست شابه فى مقتبل العمر ، بل الحقيقه ان العمر قد امتد بها الى العقد الخامس ….

فلا شىء يستحق التباهي و الفخر !؟

و السر هنا يكمن فى انى ارى الأمور من منظور مختلف تماما….. .

فلدى الكثير لأفتخر و احتفل به و انتظر هذا اليوم كل عام لأعلق الزينه فى قلبى و اطلق روحى لتنشد الاغانى فرحاً و ابتهاجاً …..

سأخبركم كيف يتملكنى هذا الشعور

لعلكم تروا الأمور يوما مثلى و تتفهموا سر ثقتى ….

أنا من الأشخاص الذين لغوا من معجم لغة الحياة كلمة ” ضاع العمر ” و استبدلتها  بكلمة ” استثمرت العمر ”   فأنا لا اؤمن بأن أعيش الحياة بسطحيه و ارفض ان اترك الدنيا بلا بصمه واضحه،  يذكرنى الناس بها بعد رحيلى ….

و بالتالي احرص حرصاً شديدا ، على ان يمر كل يوم و قد زرعت فيه بذره ما الى ان ينتهى العام و اجنى ثمار ما زرعت ….

و أعتبر يوم ميلادى حين يأتى كل عام بمثابة نقطة مراجعه او انضباط  ……

أسترجع فيها كل الأحداث التى مرت و اتساءل عندها ، كيف استثمرت عامى ، و هل و كيف أضفت للحياه و ماذا اضافت لى !!!

الى أى مدى مارست إنسانيتى مع كل من حولى !؟

ترى هل شعرت يوماً بآلام مسكين  ، فساعدته ام أدرت ظهرى له

و هل رأيت محتاجا يائساً،  فمددت له يدى لأعينه ، ام تركته يواجه ضعفه و قلة حيلته وحده

هل تعاملت مع من حولى بحب و احترام ، ام كنت سببا فى إيلام احد

هل التزمت بالتواضع و البساطه فى معاملاتى ام تملكنى الكبر و الغرور …

هل ابتسمت بما يكفى فى وجه من اقابلهم فبعثت داخلهم الراحه ، ام انهم لم يروا منى الا وجها عابثاً كريها

هل ادخلت السعاده فى قلب احدهم ام كنت سببا للتعاسه

هل قضيت مع عائلتى  و أصدقائى وقتاً كافيا ، اخلف به ذكريات جميله تبقى بعدى فأحيا فى قلوبهم بها ….

و اين وصلت بأحلامي ، هل تقدمت خطوه ام عدت الى الوراء !؟

هل صمدت فى وجه التحديات و العقبات ام تراجعت و استسلمت ؟!

هل تعلمت دروسا جديده فى الحياه ام مررت بالايام مرور الكرام كالتلميذ البليد

!!!!

هل راعيت الله قدر استطاعتى فى كل أفعالى ، ام نسيت ان العمر و ان طال قصير و كلنا الى زوال

و حتماً يوما سأقف امام الواحد الأحد ليرى ماذا قدمت لاخرتى و ماذا فعلت بدنياى !!!!!

و ما ان انتهى من كل الاسئله المطروحة حتى تهدأ نفسى و تسعد بالاجابات فافتخر انه قد مضى عام اخر و انا انسانه ……

دينا ابو الوفا

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة :

إن لك عليك حق

شكرا للتعليق على الموضوع