عائشة سلطان تكتب : محاولة لإطفاء الحرائق!
هناك حلحلة لأوضاع المنطقة نأمل أن تكون باتجاه الانفراج، لقد عضت جميع الأطراف المتصارعة الإقليمية والدولية أصابع بعضها بعضاً بما يكفي دون تحقيق نتائج حاسمة: الأطراف الإقليمية العربية، إيران، تركيا، الأميركان والروس الذين دخلوا بقوة للمنطقة من بوابة دمشق، كما أصبح كل طرف يمسك بورقة ضغط بيد وبورقة تهديد باليد الأخرى، أما داعش ـ الفزاعة الكبرى ـ فلا يمكن اعتباره طرفاً إقليمياً ولا دولياً إنه لا يعدو كونه ورقة ضغط وتهديد، يقبض عليها أكثر من طرف!!
هل يمكن أن تتخلص المنطقة من داعش؟ ذلك مرهون بإرادة الأطراف التي تمول وتتحكم بداعش، وكما تراجع نفوذ القاعدة حتى كاد يتلاشى، يمكن أن يتلاشى داعش، فأين القاعدة اليوم؟ أين رموزها ومنظروها وخططها وتفجيراتها وأشرطتها التي لطالما أتحفتنا بها قناة الجزيرة؟ وأين قناة الجزيرة أصلاً؟
نعود لموضوع الحلحلة، للذين يظنون أن أوضاع المنطقة محلك سر، وأنه لم يحدث ما يمكن أن يغير فيها ساكناً، لهؤلاء نسرد الوقائع التالية والتي تتالت خلال الأيام القليلة الماضية، ولعل التفاهمات التي دارت بين تركيا والسعودية وروسيا والولايات المتحدة وإيران، وتجلت في لقاءات واجتماعات وغير ذلك لدفع المنطقة لحالة من الاستقرار المفتقد، والذي قاد لكوارث لا تحيى وهوى بأسعار النفط ودمر اقتصادات وعلاقات كثيرة!
إن التوصل إلى هدنة بين الأطراف المتحاربة في اليمن، برغم الخروقات التي يعلن عنها، ستقود لما هو أكبر على الأرض، ونقصد الهدوء والتوصل بصيغة إنهاء كامل للحرب، دون أن ننسى معركة الموصل ضد داعش، والتي تحمل الكثير من القراءات المتباينة!
أما الإعلان المفاجئ والمدوي لسعد الحريري بإعلان دعم ترشيحه لميشيل عون كرئيس قادم للبنان فيعتبر الحدث الأبرز هذا الأسبوع، فهو يعني فك عقدة الرئاسة اللبنانية المعلقة لأكثر من سنتين، وتجميد لبنان سياسياً وبشكل كامل، ما يتأمله الشارع العربي الآن هو أن تتفاهم الأطراف السياسية في لبنان لإنجاح مشروع الرئاسة نهاية هذا الشهر!
الملفات العربية كثيرة لكن كما يبدو هناك رغبة ظاهرة على الأقل في حلحلة بعضها، لأن المنطقة غصت بالمآزق إلى درجة الاختناق، وصار موضوع حل أزمة كمن يحرك برميل نفط في أرض مشتعلة، لذا تحتم إطفاء بعض الحرائق!
البيان – الأمارات
اقرأ للكاتبة :