يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
انتشرت فى الآونة الاخيره و بشكل يدعو الى القلق ، ظاهرة اعتبرها انا شخصيا من اخطر الظواهر التى تستحق وقفه للفهم و التحليل و إيجاد الحلول القطعية للتغلب عليها …
انها ظاهرة الزواج العرفى الذى تفشى بين مختلف الفئات العمريه و بين الكثير من الطبقات الاجتماعيه
فنراه بين طلاب و طالبات الثانوية ، طلاب و طالبات الجامعات
نراه بين شباب النوادى و ما الى ذلك
و نراه ايضا بين كبار السن من الرجال مع فتيات من إعمار بناتهم.
نراه فى الطبقات الفقيره المعدومة و نراه ايضا بين علية القوم !؟؟؟
واكتساح تلك الظاهره لكل تلك الفئات بهذا الشكل ، لهو دليل قاطع على ان الأسباب وراء تلك الظاهره القبيحة ، متعدده و مختلفه
فتكون الأسباب احيانا ضيق العيش و قلة الإمكانيات التى لا تتيح لاثنين جمع الحب بينهما، ان يسلكا المنهج الطبيعى للارتباط و الزواج
فتجد الشاب حين يستجمع شجاعته و يستحضر كل قواه ليتقدم للفتاه التى احبها ، يفاجأ بوابل من الطلبات من شقه و مهر و شبكه و فرح و غيره من البنود التى لن يلبيها قبل مائة عام !!!!
فيخرج يائسا بائسا ولا يجد مخرجاً سوى الزواج العرفى …
هنا دوافعه تكون بالنسبة لى موضع شك ….
هل تزوجها لانه يخاف ان يفوز بها غيره ؟ هل تزوجها انتقاما لكرامته حين خرج مذلولا مرفوضا ؟ هل تزوجها سعيا وراء العلاقه الزوجيه الكامله ؟!
ربما يهدأ قلبه ويرتاح و تنطفىء داخله نار تأكله حتى يمتلكها !!!!
أحيانا اخرى يقبل الشباب على الزواج العرفى من باب الترفيه ، و التسليه ،،،
لا ينقصهم شىء كى يتزوجوا و لكن الفكره فى نظرهم موضه سائدة و بالطبع التماشي مع الموضه صوره من صور التحضر و التحرر !!!!!
او ربما يروها تماما كلعبه العريس و العروسه التى اعتادوا ان يلعبوها فى الصغر … انما هنا اللعبه تتحول الى جد الجد ….
و فى تلك الحاله يكون اللوم بشكل كبير على الآباء ، الذين طبقا للسيناريو المعتاد لم يقضوا و يستثمروا وقتا كافيا فى تربية اولادهم على أسس و تعاليم من المفترض انها بديهيه
لم يدخروا وقتا لسرد تعاليم الدين لأولادهم و زرع مبدأ الخطأ و الصواب و الحلال و الحرام …..
لم يدركوا ان الإنجاب مسئوليه مرعبه لا تنتهى الا بانتهاء العمر
و فى مشهد اخر قد ترى الزواج العرفى يتم بين رجل كبير و امراه جميله فى عمر ابنته
و هنا تكون الأسباب وراء ذلك المشهد معروفه ، مفهومه ، واضحه ….
رجل شعر ان العمر قد مر سريعا و لم يدرك الحب و الحنان و الانسجام !!!
وزوجته أصبحت عجوز لا تتماشى مع احتياجاته ، فهو يريد ان يعيد شريط حياته من البدايه و يعوض ما فقد فى زحمة الحياة
يريد ان يشعر بالشباب و من أفضل من فتاه صغيره تشعره بذلك …
لكنه اذكى من ان يتزوجها على سنة الله و رسوله فيكون لها نصيب مما يترك بعد وفاته .. لا انه أحرص من ذلك بكثير !!!فيختار العرفى لانه اضمن بلا حقوق بلا قيود بلا ذيول …..
أما هى فالصفقة محسوبه ، هى تدرك تماما ماذا ستقدم و ماذا ستنال فى المقابل … ربما سياره ، شقه ، مجوهرات ، رحلات ،و كل ما كانت تحلم به !!!!
و اياً كانت الفئات او الأسباب او السيناريوهات فان العواقب بلا شك وخيمه على جميع الاطراف
لنرى لماذا و كيف !!!!
اولا ، لم يتوفر الحب بمعناه الحقيقى بين اى طرف من الاطراف
لو توفر الحب لما ارتضوا ان يحقروه بتلك النهايه المهينه
احدى أعمدة الحب الرئيسيه هى الاحترام ….
و أين الاحترام فى زواج يتم بورقه بيضاء يمضى عليها شاهدين !!!!
أين الاحترام فى زواج يتم فى الظلام ، فى السر ، فى الخفاء
أين الاحترام فى زواج تم رغما عن أنف أب و ام تعبوا و ضحوا لكى يربوا ابنتهم
و كيف يحترم رجل امراه منحته نفسها رغما عن اَهلها … كيف يثق بها !!!
أين الاحترام فى زواج عرفى تم للهو و اللعب ….
أين الاحترام بين رجل دفع مالا لفتاه نظير متعه مؤقته ….
ثانيا ، ما بنى على باطل فهو باطل …
لم يتخذ قرار الزواج لسبب منطقى ، عاقل ، يضمن استمراريته و دوامه بل جميعها أسباب مؤقته واهيه
اما العواقب فهى متعدده
اما ابنه و قد كتب عليها غضب اَهلها و كتب عليها الخذى و العار بعد ان يتركها الزوج ….
و اما فتاه و قد نتج عن لعبتها، جنين بداخلها كتب عليه ان يولد لام طائشة و أب تافه سطحى
و اما فتاه ، زهد فيها الرجل الكبير بعد ان مل منها و أخذ و اكتفى فرمى و استغنى و لا يتبقى لها سوى بعض الماديات التى لا تعوض انكسار كرامتها
و هنا ادرك تماما انى لم اذكر عاقبه واحده تسقط على الرجل و لا يعود ذلك لتحيزى لبنات جنسى … إطلاقا
انما بكل امانه و صدق لم تحضرنى و لا ارى اى خسائر حقيقيه تقع على الرجل إذن ….. ما الحل و كيف نوقف تلك الماساه ….
باختصار شديد ان نعيد النظر فى كل الأسباب التى أدت اليها و نعمل على تغييرها
و لنأمل ان يحمى الله بناتنا من تلك اللعنه
اقرأ للكاتبة :