محمد النقلى يكتب : إصطباحه “( بارس ).. الصراع القادم”

  حقل ” بارس ” .. أو حقل ” فارس الجنوبي ” .. أو حقل ” غاز الشمال ” .. كلها مسميات  لحقل غاز واحد ، يُعد الأكبر بين حقول الغاز في العالم ، وهو حقل غاز مشترك بين قطر وإيران .. تبلغ مساحته 9700 متر مربع .. منها 6000 متر مربع داخل المياه الإقليميه لقطر .. و3700 متر مربع داخل مياه إيران الإقبيميه ، ويضم 50.97 تريليون متر مكعب من الغاز ، وأكتشف الحقل في 1971 ، وبدأ الإنتاج في 1989 .

ويحتوي هذا الحقل على كميه ضخمه جداً من الغاز الطبيعي تمثل نحو 8% من إحتياطيات الغاز في العالم .. وفي الوقت التي إستطاعت قطر من إستغلال هذ الحقل في تنمية وتطوير الدوله ، حتى أصبح دخل الفرد فيها هو الأعلى في العالم تقريباً .. واجهت إيران صعوبات وعقبات كبيره في إستغلاله .. حيث إستطاعت بالكاد توفيره للإستهلاك المحلي بالأسعار المدعومه ، وكان ذلك بسبب العقوبات المفروضه عليها من قبل الأمم المتحده والولايات المتحده والإتحاد الأوروبي ، خصوصاً تلك العقوبات على قطاع النفط والغاز .

   وفي الأونه الأخيره .. وبعد رفع العقوبات الدوليه عن إيران .. بدأت إيران في الإتجاه لإمتلاك تقنيات تشابه أو تتفوق على تلك التي تستخدمها قطر في حقل الشمال ، حتى تتمكن من تعويض مافاتها ، ومعادله ما إستخرجته قطر في السابق .. مما بدا معه في الأفق ملامح تهديد إستراتيجي محتمل من قبل إيران لقطر حول هذا الحقل .. حيث من المنتظر إحتدام المنافسه بين الطرفين على الحصص السوقيه للغاز في العالم .. خصوصاً إذا علمنا بأنه لايوجد حتى الأن أي إتفاقيات بينهما تنظم طرق وكمية الإستخراج من هذا الحقل .. مما يعنى ان كل منهم يتبع طرقه الخاصه فى استغلال موارد الغاز من هذا الحقل المشترك  .. مما يطرح سؤالا ماهو شكل التنظيم والتنسيق بينهما .. ( إذا إفترضنا إنه سيكون هناك تنظيم وتنسيق ) خصوصاً إذا وفقت إيران فعلاً بتطوير قطاعها النفطي  مما يساعدها على إستغلال هذا الحقل عن ذي قبل .

  وإذا أخذنا في الإعتبار .. الإختلافات ، والخلافات التاريخيه .. بين إيران من جهه وبين دول مجلس التعاون الخليجي بصفه عامه من جهةٍ أخرى .. منذ إندلاع ” الثوره الإسلاميه ” عام 1979 ، ومحاولة تصديرها إلى دول المنطقه .. مروراً بالحرب العراقيه – الإيرانيه عام 1980 ، وموقف دول الخليج منها .. بالإضافه إلى إحتلال إيران للجزر الإماراتيه ( أبو موسى ، وطنب الكبرى ، وطنب الصغرى ) .. أضف إلى كل ذلك .. الخلافات الطائفيه والثقافيه بين المذهب السُني والذي تعتنقه غالبية شعوب دول مجلس التعاون الخليجي ، والمذهب الشيعي الذي تتبناه إيران .. أقول .. إذا أخذنا كل ذلك في الإعتبار وأضفنا إليه القرار الدولي برفع العقوبات عن إيران .. وكذا إتفاقها النووي مع الغرب .. نجد إن مساحة الإختلاف ، في الوقت الحالي ، تزداد إتساعاً عن أى وقتٍ مضى .. وبنظره خاطفه ( ليس شرطاً أن تكون نظره فاحصه )على وضع القوات المتنازعه على الأرض في سوريا .. تتأكد بأن القادم .. أسوأ فهل يكون حقل الغاز المشترك ” بارس ” هو القشه التي ستقصم ظهر البعير .. ؟ لننتظر ونرى .

” إستقيموا يرحمكم الله “

 بقلم :محمدعلي النقلي

Elnokaly61@gmail.com

اقرأ للكاتب :

ليست دعوه .. و لا سلفيه

شكرا للتعليق على الموضوع