محمد النقلى يكتب : إصطباحه “ليست دعوه .. و لا سلفيه”

  إذا كان رسول الله (ص) قد قال ” إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا … “

أما الرحم .. لهاجر أم سيدنا إسماعيل , والصهر لماريه القبطيه أم ابراهيم , و” أهلها “ الذي جاء الأمر في حديث رسول الله (ص) بالإحسان إاليهم .. فهم :

“النصارى “ .. الذين كانوا يسكنونها قبل الفتح .. فيوصي النبى (ص) المسلمون أنهم إذا فتحوا مصر.. بالإحسان إلى أهلها , وأن يقابلوهم بالعفو عما ينكرون , ولا يحملنّهم أفعالهم , أو قبح أقوالهم على الإساءه إليهم .

” المسلمون من بعد “ .. فيحتمل إن في الحديث إشاره لما سيقع منهم ويستوجب العقاب ( كخروج المصريين على عثمان بن عفان – رضى الله عنه – وقتلهم محمد بن أبي بكر .. الذى كان والياً عليهم .. ) , ومع ذلك ففي الحديث إشعاراً بمحبة رسول الله (ص) لأهل مصر .. وإن فرَّط منهم من فرَّط .

 وإذا كان الله عز وجل قال ” لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ” (8) الممتحنه

  أى إن الله عز وجل في النص القرآني .. يأمر المسلمين  بالإحسان والقسط  لكل من هم ليسوا على دين الإسلام .. طالما لم يقاتلونهم في دينهم , وكذلك رسولنا الكريم في حديثه الشريف , يوصي بأهل مصر – النصارى وقتها – أن يُحسَن إليهم  .. من الجليّ أن النص القرآني لا لبس فيه , والحديث الشريف واضح وضوح الشمس .. لا جدال في ذلك .

 ورغم ذلك .. يخرج علينا أحدهم .. ليطلق فتوى تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم , واخرى بتحريم حضور حفلات عقد قرانهم , وثالثه بعدم أحقية النصارى بالترشح للبرلمان , ورابعه بتحريم بناء الكنائس , وخامسه بتحريم البدء بتحيتهم وإلقاء السلام عليهم , وسادسه بوجوب وضرورة فرض الجزيه , وسابعه بتحريم الوظائف المهمه عليهم .. وثامنه .. وتاسعه .. ألخ .. ألخ , والكثير .. الكثير جداً من نوعية تلك الفتاوي .. التي من شأنها أن تؤسس لثقافة  ” كراهية الآخر ” وتحديداً لمسيحي هذا الوطن , وهى الثقافه التي شكَّلت أو تُشكل البنيه الإجتماعيه و العقائديه لأى ” إنتحارى ” .

  ونتسائل .. أين الإحسان الذى دعَّا إليه رسول الله (ص) في حديثه الشريف ؟! .. وأين البرُّ والقسط الذين دعت إليهما الأيه الكريمه ؟!! وإذا كان من يخرج علينا بين الحين والحين ليُتحفنا بمثل تلك الفتاوى .. يدَّعي بإنه من جماعة تُطلق على نفسِها , أو يُطلقون عليها ” الدعوه السلفيه ” .. أقول له .. أين ” الدعوه ” .. وأين ” السلفيه ” في كل تلك الهُراءات .. أين أنت من قول الله عز وجل ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ .. ” (125)النحل .. قُل لي بالله عليك أين ” الحكمة ” في فتاويك ؟! .. وأين ” الموعظة الحسنه ” فيما تدعيه وتعتقده بأنه الحق ؟! .. وإذا كانت ” دعوتك السلفيه ” ليس فيها .. إحسان .. ولا قسط أوعدل .. ولا حكمة .. و لا موعظة حسنة .. وإذا كانت ” دعوتك السلفيه ” خلتْ من أى وكل جميل إتسم به الإسلام ودعانا إليه الله جل عُلاه .. وعلمَنّا إياه رسولنا الكريم (ص) .. فأخبرني بالله عليك .. ” إنت مين .. وبأى دينٌ .. تدين “

” إستقيموا يرحمكم الله “

 بقلم : محمدعلي النقلي

Elnokaly61@gmail.com

اقرأ للكاتب : 

إعلام العجب .. وعجب الإعلام

شكرا للتعليق