ناصر اللحام يكتب: في جنين – الحب أقوى من المخابرات والامن الوقائي ورئيس الوزراء
الاسم : جنين
العمر : حتى انطفاء القمر
المهنة : ثورة دائمة
اداة القياس – حالة جمالية
اللون المفضل برتقالي، لمن يذكر بساتين البرتقال هنا وهنا ورائحتها الزكية في شارع حيفا
حدودها – من الشمال حنين ، ومن الجنوب ايمان ، ومن الشرق بشرى ، ومن الغرب وفاء .
الحدود السياسية – حد واحد كنصل السيف، حد فلسطين .
وجنين جنة لمن يأتيها ضيفا ، وجنين جهنم لمن يأتيها غازيا .
بحضور رئيس الوزراء د.رامي الحمدالله واللواء زياد هب الريح واللواء نضال ابو دخان والنائب جمال حويل وقادة المحافظة وأولهم المحافظ ابراهيم رمضان ، تم بحمد الله عرس جماعي لـ 54 عروسا وعريسا من أبناء وبنات مخيم جنين المحافظة . فكان انتصار للحب على الحرب ، وكان انتصار الحلم على الكابوس .
في جنين كانت سهام الحب أقوى من سهام هوميروس في اسطورة الالياذة، وسفينة اجامنون حملت معها الوافدين الجدد الى القفص الذهبي .
صبايا بثوب فولكلوري مطرز ، وشباب لا يعرف المستحيل .
ذهبنا الى جنين نحمل باقات الورد والياسمين، واشعار محمود درويش اقتبسناها ونثرناها على الحضور، وجاءت معنا افروديت من أثينا ، وكيوبيد يحمل سهام الحب الرومانية، كيوبيد لا يخطئ سهمه ، لكن سهم الحب لا يقتل . وحين تنزف عشقا فاك تتمنى اكثر واكثر .
ترفع شمعة وتصنع حلوى العيد ، ولسوف يعطيك ربك فترضى .
وفي جنين كان الحب أقوى من المخابرات العامة واللواء ماجد فرج، وأقوى من الامن الوقائي واللواء هب الريح ، واقوى من الامن الوطني واللواء نضال ابو دخان وأقوى من رئيس الوزراء . الحب أقوى من الرئيس وأقوى من اساطيل الاطلنطي واقوى من الرئيس ترامب .
الحب أصغر من النانو ، وانفذ من الليزر ، أحدّ من الشفرة ، وأشد من حبال السفن .
مولاتي تلبس الابيض، تحب الابيض الكلاسيك، وانا لا أعرف كيف اطفئ القمر ، ولكن جنين تهدهد عاشقيها على كلمات محمود درويش :
أني احبك حتى التعب . وهذا المساء ذهب . وانت الهواء الذي يتعرى امامي كدمع العنب . وانت بداية عائلة الموج لما تشبث بالبرّ حين اغترب ، واني احبك . انت بداية روحي وانت الختام ، يطير الحمام . يحطّ الحمام . وانا وحبيبي صوتان في شفة واحدة . وحبيبتي نجمة شاردة ، ارسلت لها كل انواع الرسائل كي تخرج من القفص ، وتحدث معها صاحب الحضرة وعظيم الشان وقوس قزح . كي تخرج من القفص ، وانا ادخل القفص .
في كل المعارك يتمنى المقاتلون النصر، الا في معركة الحب لا نرجو الا الهزيمة . حروب العاشين شريفة . والشمس تشحذ سلاحنا وتراك تقول لخصمك : هيا انتصر هيا انتصر .
كنت امشي في شوارع بيت لحم ، حالما بقصيدة زرقاء من سطرين ، وورقة توت وتوقيعين . فمرّ فرح جنين على قلبي نسائم دافئة . تركت قصيدتي النازفة وجئت اقول ( من لا يحب في هذا اليوم فلن يحب أبدا ) .
وختمنا الحفل بتصرف في كلمات ( انتظرها ) ،
ستقول لك ارحل ارجوك . فانتظرها .
وان قالت لك لا تنتظرني بكأس الشراب عند بركة ماء تحت السماء او فوق الهواء ، لا تنتظرني . فانتظرها .
ان قالت لا اريد حصانا ابيضا ولا جيبا أسودا ولا اريد سبع وسائد من ريش الحمام ، فانتظرها .
ستقول لك انا لا اوفي بوعودي وان لسة اّتية فلا تعد النجوم واغلق شرفتك التي تطل على قمر بلون الحليب . فانتظرها .
وان رأيتها تقرع الاجراس وتضرب الناقوس فاسألها اي الضرب يؤلمك ضرب النواقيس ام ضرب النوى قيسي ؟ وانتظرها .
ستقول لك : نبيذك حرام وبطولاتك لا تعنيني ، فاترك مسدسك واسترح . لا تترك مسدسك ولا تسترح . انتظرها .
وان رأيتها تبني بيتا للغريب وتختار الرخام وتسمع اغاني الفراق ، وتلهو مع هيام . لا تصدق كذب غيومها . وانتظرها ،
وان رايتها مثل وتر خائف في الكمان . انتظرها .
ولمع لها ليلها خاتما خاتما ، وانتظرها .
الى ان يقول الليل :
لم يبق غيركما في الوجود . فخذها الى موتها المشتهى
وانتظرها .