في القاهرة.. الأورومو الإثيوبيون يفقدون الأمل في مفوضية اللاجئين

كان رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة هدفا لانتقادات شديدة في مصر بل واحتجاجات عنيفة هذا العام.

قاد الاحتجاجات- التي شهدت إشعال رجل النيران في نفسه- أمام مقر المفوضية في القاهرة الأورومو أكبر جماعة عرقية منفردة في إثيوبيا.

ويقول الأورومو إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة- المسؤولة بمقتضى اتفاق مع الحكومة المصرية عن البت في طلبات اللجوء في مصر- ترفض بشكل روتيني طلبات اللجوء التي يتقدمون بها. ويزعمون أن المفوضية لم تلتفت لما يروونه عن التعرض للتمييز والاضطهاد وحتى التعذيب على يد الحكومة الإثيوبية.

وأدت احتجاجات وحملة قمع حكومية في إثيوبيا إلى سقوط 140 قتيلا وفقا لتقديرات الحكومة أو 314 قتيلا وفقا لتقديرات منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان منذ يوليو تموز ودفعت الآلاف إلى الفرار من البلاد.

وقالت المفوضية إن الانتقادات ليس لها أساس من الصحة. واعترفت بأن هناك تأخيرا في النظر في الطلبات لكنها قالت إن ذلك بسبب نقص الموارد.

وقال طارق أرجاز المتحدث باسم المفوضية “القول بإننا نرفض الجميع غير حقيقي على الإطلاق”.

وبرغم ذلك حاول عدد متزايد من الأورومو في القاهرة الوصول إلى أوروبا هذا العام. ويقول أقارب وناجون إن نحو نصف ما يقدر بمئة وخمسين إثيوبيا غرقوا أثناء محاولة الهجرة بحرا في التاسع من أبريل نيسان قاموا بهذه الرحلة بعد المشاركة في احتجاج أمام المفوضية التي يقولون إنها دفعتهم فعليا إلى المجازفة بالمشاركة في هذه الرحلة الخطيرة عبر البحر المتوسط.

يقول عرفات عبد الرحمن وهو واحد من الأورومو فقد عددا من الأصدقاء في كارثة أبريل “انتابنا شعور في القاهرة بأنه.. إما أوروبا أو الموت!” وانطلق هو نفسه إلى إيطاليا ووصل بسلام في يوليو.

*الانتحار حرقا

يشعر معاذ محمود وهو مهاجر من الأورومو فقد زوجته دنيا ورضيعهما البالغ من العمر شهرين في القارب الذي غرق بالغضب من الأمم المتحدة. وقال “لو تم التعامل مع قضيتنا بجدية لكنا انتظرنا قرارا من الأمم المتحدة… لكننا فقدنا الأمل”.

وقال محمود (25 عاما) إنه فر من إثيوبيا بعد اعتقاله بسبب الاحتجاج. وقال إن الشرطة عذبته بصدمات كهربائية. وأضاف أنهم قالوا له “لا يحق لك الكلام.. إذا كنت تريد أن تصمت وتعيش في صمت اذهب وعش في صمت”.

وقال محمد سيد مدير العلاقات العامة في مكتب شؤون الاتصالات الحكومية في إثيوبيا إنه ليس هناك ما يدعو المواطنين الذين يلتزمون بالقانون للخوف من الحكومة.

وأضاف “إثيوبيا تحكمها قواعد … النشاط المعارض الذي ليست له طبيعة إجرامية أو لا يشمل العنف مشروع في إثيوبيا”.

وقال سيد إن الأورومو الذين يسافرون إلى أوروبا أو الولايات المتحدة كثيرا ما يكذبون للحصول على حق اللجوء. وتابع “في إطار مساعيهم للحصول على مأوى أو على البطاقة الخضراء أو حق الإقامة أو لقبول طلباتهم للجوء يقدمون أي حجة. لكن السبب الرئيسي اقتصادي… المهربون يجذبونهم بوعود كاذبة عن ثراء سهل”.

وفي نهاية أبريل وافقت المفوضية السامية لحقوق اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في القاهرة على العمل مع جماعات الأورومو لحل النزاع المتزايد هناك. لكن 40 لاجئا أو نحو ذلك ظلوا يخيمون أمام مكتب المفوضية. وفي يوليو تموز سكب جيتو أيانا (26 عاما) البنزين على نفسه ثم أشعل النار وحاولت مهاجرة أخرى هي أسلي نوري إخماد النيران التي أمسكت بملابسها وتوفي الاثنان.

ويقول آخرون من الأورومو إن حرق النفس جاء احتجاجا على العدد الكبير من طلبات اللجوء المرفوضة.

وقال أرجاز إن العاملين في المفوضية ساعدوا في تقديم رعاية طبية للاثنين. وأضاف أن كل طلب لجوء يجري التعامل معه بشكل منفصل وبطريقة شفافة وعادلة.

ويقول عبده محمد رئيس جمعية أبناء الأورومو في القاهرة إن الغضب ما زال قائما مضيفا “المفوضية وعدت بالعمل على هذا الأمر لكنها ما زالت ترفض الناس”.

رويترز

شكرا للتعليق على الموضوع