“العربية”: شبه كبير بين قاتل السفير الروسي والمتسبب بقتل 16 مليون شخص
فجر اغتيال السفير الروسي في تركيا أمس الاثنين، لعديد من التساؤلات التي قادت لنتائج بحث متعددة، حيث قال موقع “العربية.نت”، إن هناك شبه كبير بين ذلك الشخص والصربيPrincip Gavrilo الذي قام حين كان عمره 20 في 28 يونيو 1914 باغتيال وريث العرش الامبراطوري النمساوي- المجري، أمير المجر وبوهيميا الأرشيدوق فرانز فرديناند.
واغتيال جيرافيلو الأمير المجري برصاصة أطلقها عليه من مسدس Browning 9 ملم، بلجيكي نصف أوتوماتيكي، وبثانية قتل زوجته صوفي، دوقة هوهنبرج، حين كانا يتجولان بسيارة مكشوفة في مدينة سراييفو، وبعد شهر اشتعل بسبب الاغتيال فتيل الحرب العالمية الأولى، فحصد جنونها حتى 1918 بعد 4 سنوات، أكثر من 16 مليون إنسان، ومعهم 21 مليونا، نالت منهم جروح متنوعة وتشوهات.
وأضاف موقع “العربية.نت”، أن التركي مولود مرت ألطن طاش الذي اغتال سفير روسيا ملامحه شبيهه بعض الشيء، قبل أن يصبح قتيلا برصاص وحدة من الشرطة اشتبكت معه طوال ربع ساعة، إلى أن نالوا منه في الطابق الثاني من مبنى المعرض التابع لبلدية Çankaya في العاصمة التركية. إلا أن ما أقدم عليه الضابط بالقوات الخاصة لشرطة العاصمة، حين كان خارج الخدمة يوم اغتياله للسفير انتقاما ربما لدور روسيا بحلب، قد يتسبب بأزمات وتعقيدات غير معروفة بعد.

والشبه الكبير بين ملامح التركي قاتل السفير الروسي والصربي قاتل الأرشيدوق النمساوي، يمتد أيضا إلى القتيلين معا، فكلاهما تم اغتياله بالرصاص وبحضور زوجته، وفي مدينة خارج بلاده، وبمسدس شاب عمره بالعشرينات، فيما المعلومات عن السفير أندريه كارلوف، تشير إلى أنه ملم باللغة الكورية، لعمله كسفير لروسيا من 2001 حتى 2006 لدى كوريا الشمالية، وهو ولد في 1954 بموسكو، وتخرج بعمر 22 من “معهد موسكو الحكومي” في العلاقات الاقتصادية العالمية، وفي العام نفسه انخرط بالسلك الدبلوماسي، ثم تخرج في 1992 من “الأكاديمية الدبلوماسية” التابعة للخارجية الروسية، ويشغل بدءا من 2013 منصب سفير لبلاده في أنقرة.
وحاول آخر اقتحام السفارة الأمريكية
في أنقرة أردته 5 رصاصات نفذت في ظهره، أطلقها عليه ميفلوت ألتيناس الوارد بسيرته أنه تخرج قبل عامين فقط من أكاديمية Rüştü Ünsal للشرطة بمدينة إزمير، ثم غادرها في 2014 ليقيم بأنقرة، على حد ما ذكر الصحافي التركي Hasim Kilic الذي كان وقت الاغتيال، يغطي لصحيفة “حرييت” التركية التي يعمل فيها، فعاليات معرض الصور الذي أقاموه برعاية السفارة الروسية في Modern Arts Centre المجاور لمبنى البرلمان بأنقرة، وكتب عما حدث، وقرأته “العربية.نت” مترجما، فقال إن بعض من كانوا في المكان همّوا بالفرار حين اغتال ألتيناس السفير، لكنه هددهم برصاص أطلقه في الهواء، فانكفأوا مرعوبين.

وذكر الصحفي هاشم أيضًا أنه يعرف السفير الذي “لم تكن تغطيه أي حراسة شخصية في السابق ويوم مقتله” فيما اعتبر رئيس بلدية أنقرة Melih Gockcek أن الغاية من الاغتيال “إحداث شرخ في علاقات تركيا بروسيا” وفق تعبيره بتغريدة “تويترية” الطراز، ملمحا بأخرى إلى إمكانية أن يكون القاتل من جماعة “فتح الله غولن” المقيم منفي الذات بالولايات المتحدة، والذي اتهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه العقل المدبر للانقلاب الفاشل الأخير.
ويسعى فريق من المحققين، روسي- تركي مشترك، للتعرف إلى الكيفية التي دخل بها ألتيناس بسهولة ليقف خلف السفير الروسي وهو يلقي كلمته، من دون أن يكون عاملا مع الشرطة ذلك اليوم. كما يسعون لمعرفة إذا كان له شركاء، وإلى أي فصيل ينتمي ومن حرضه وساعده، علما أن الشرطة اعتقلت والدته وشقيقته، المقيمتان بمدينة Aydin عاصمة المحافظة بالاسم نفسه بالغرب الجنوبي التركي.


