محمد النقلى يكتب: إصطباحه ” أوتاد فرعون ..1 ” ( مقال .. وقصيده )
” فرعون ” .. تلك الشخصيه الجدليه .. والتي دار حول صاحبها الكثير من الروايات .. البعض منها حقيقى .. حدث في مرحله تاريخيه ما .. ( كما أشار القرآن الكريم ) والكثير منها يحمل في طياته الكثير .. بل الكثير جداً من الأساطير .. كالغول .. والعنقاء … وغيرهما .
لايعنينا هُنا .. من هو فرعون الحقيقي .. والذي ورد عنه الكثير في الكتب المقدسه ، وخاصةً ” القرآن الكريم “.. حيثُ شغلت قصة فرعون وجنوده مع النبي “موسى”(ص.ع) مايقرُب من 85% من آيات القرآن .. وهذا إن دل على شئٍ .. فإنما يدل على جلْ الدروس والعبَر التي يجب أن تُستخْلص من تلك الآيات والإشارات .. ولكن الذي يهمُنا في كل ماتم إيرادهِ عن تلك الشخصيه المتفرده .. هو ” فرعون الرمز″ .. ومايحمله من إشارات حول .. ” حُكم الفرد ” .. و ” الجبروت ” .. و ” الطغيان ” .. إلخ .. ومما ترتبت عليه .. تلك العلاقة التبادليه بين الحاكم و المحكوم .. فكما توعد الله عز وجل فرعون ” الحاكم “ بالعذاب الأليم .. ألقى أيضاً بالمسئوليه على قومه .. على شعبه ” المحكوم “ .. ونعتهم ” بالفاسقين ” .. كما قال في مُحكَم آياته ” فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ” (54الزخرف) .. إذن .. فالقضيه محسومه ولا تحتاج إلى الكثير من الجدل .. بقدر ما تحتاج إلى إعمال الفكر والعقل الذي وهبَهُ الله للإنسان .. وميزهُ به عن سائر المخلوقات ..
” فرعون ” .. موجود في كل زمان .. وسيظل موجوداً .. طالما هناك مجتمع .. وشعب .. وأُمَّه .. تفرزه .. فإذا نظرنا في تاريخ الأمم والشعوب ( وخاصةً في منطقتنا العربيه ) والتي عانت كثيراً .. كثيراً من حكم “فرعون” سنجد إنه وليد تلك المجتمعات والشعوب .. أي إنه ” إفراز ” .. بل أكثر من ذلك .. إن من أجلسهُ على كرسي الحاكم .. هي نفسها تلك الشعوب والمجتمعات .. فلم يحكي لنا تاريخ البشريه عن حاكم هبط عليهم من السماء .. بل أن أي حاكم .. لِأي أُمَّه كان نتاج هذه الأُمَّه .. فعلى من يقع اللوم بعد ذلك ؟! لذلك وصف رب العباد .. أولئك العباد .. بالفاسقين .. لأنهم هم من صنعوا ” فرعون ” .. قُضِيَ الأمر الذي فيه تسفتيان .
وتأسيساً على ذلك فإن لفرعون .. أوتاد .. أركان حُكم .. يستمد منها وجوده .. يتكأ عليها بكل أريحيه في ممارسة حكمه وسلطانه .. يثبتها يوماً بعد يوم .. وأول وتد في تلك الأوتاد .. هو إختياره ليحكم .. وفي ذلك هناك أمران .. إما إنه يتمتع بذكاءٍ حاد .. ذلك الذكاء الذي يمكنَهُ من إقناع من يختار .. يإختياره .. أو أن من يمارس حقه في الإختيار .. إما جاهلٌ أومتواطئ .. أو غبيَّ .. يستحق أن يحكمه ” فرعون ” .. وبعدها لا يلومنَّ إلا نفسه .. ونقول للسيد ” فرعون ” معك كل الحق فيما تفعله أو .. ما ستفعله لأن ..
” من آمن العقاب .. أساء الأدب “
أما عن باقي أوتاد فرعون .. فيطول بنا الحديث ..
” والحديث موصول .. مالم يُكتب للعمر إفول “
“إستقيموا يرحمكم الله “
بقلم .. محمدعلي النقلي
Elnokaly61@gmail.com
اقرأ للكاتب :
