محمد النقلى يكتب : إصطباحه “سيدي الرئيس .. ( 2 ) “
بعد مضي حوالي 200 يوم من توليكم مسئولية الرئاسه .. توجهت إليكم برسالتي الأولى ( مقالي بجريده الجمهور العربي – يناير 2015 ) .. وأشدت وقتها بمجهوداتك الحثيثه في محاولة تقديم صورة مصر (الجديده) .. مصر مابعد 25 يناير-30 يونيو .. للعالم الخارجي وإعادة ترتيب علاقتنا الإقليميه والدوليه .. بما يضمن عودة مصرإلى دورها التاريخى والريادى والطبيعى فى الإقليم والعالم .. وأضفت .. بأنه لايمكن إنكار مجهوداتك في مواجهة وتحدي الإرهاب في ربوع مصر ولاسيما العمليات الإرهابيه في سيناء .. كما قلت بالحرف الواحد .. إنه مضي على توليكم السلطه اكثر من 200 يوم ومازلنا نرى ..
– الشارع المصري يعج بالفوضى
– بطء الأداء الحكومي
– لم نرى حتى الأن أى إستراتيجيه واضحة المعالم لإصلاح التعليم والصحه والمحليات .. إلخ
وتوجهت إليكم سيدي الرئيس برجاء بألا تخذلنا بعدما إخترناك لتقود سفينتنا وذلك بعد عام (الرماده ) الذي عشناه في ظل حكم جماعة الأهل والعشيره .. وإختتمت رسالتي بوصيتي لكم ” بتقوى الله ” ..
واليوم .. وبعد مضي أكثر من 30 شهرعلى توليكم السلطه .. وحوالي عامين على رسالتي الأولى والمنوَّه إليها .. أتوجه إليكم برسالتي الثانيه .. والتي أعتقد بإنها تأخرت كثيراً وأتساءل فيها ..
– من هم مستشاروك ؟ إذا كان إصلاً .. هناك مستشارين .. فإذا كان هناك مستشارين لك .. والحال هكذا .. فتلك مصيبة .. وإذا لم يوجد من الأصل من تستشيرهم .. فالمصيبة أعظم .
– لماذا لم يتم تعيين نائب لكم حتى الأن ؟
– ذهب ” محلب ” .. وجاء ” إسماعيل ” ولانعلم لماذا ذهب الأول .. وعلى أي أساس وبأى معيار تم إختيار الثاني !! ولن نعلم لماذا سيأتي الثالث .. وما الجديد ؟ .. هل مازلنا نعمل بمقولة السيد / يوسف والي .. أحد أساطين رجال الرئيس الأسبق ” مبارك ” بأن مجلس الوزراء هو ” سكرتارية الرئاسه ” ؟!!
– ألا ترى معي إن الشارع المصري مازال يعج بالكثير من الفوضى ؟ ولا أعلم كم من الوقت ستحتاجون لإعادة الإنضباط .. مع ملاحظة إنه لاتبدو في الأفق أى بادره أو محاوله لإعادة ذلك الإنضباط إلى الشارع المصري .. سواء من المرور أو المحليات !
– ألا ترى سيادتكم بأن قراراتكم وإتجاهاتكم على الصعيد الإقتصادي .. غاب عنها مايعرف ” بفقه الأولويات ” بمعنى .. هل كانت الدوله محتاجه إلى المشروعات الكبرى فقط في هذا التوقيت , من عينة .. التفريعه الجديده .. والتي إمتصت الكثير من العمله الأجنبيه.. ولم تأتي بأى ثمار .. (حيث إنه من المعروف بأن إيرادات قناة السويس إنخفضت بشكل عام .. ولا أعلم كيف ستقوم الدوله بسداد مبلغ ال 64 مليارجنيه وكذا معدل الفائده عليه .. في ظل ذلك الإنخفاض في أيرادات القناه !!) , ومشروع الضبعه النووى , وزراعة 1.5 مليون فدان , والعاصمه الإداريه الجديده .. وعلى فرض إن الدوله إستطاعت أن توفر التمويل اللازم لتلك المشروعات .. ما أثر ذلك على إقتصادنا بشكل عام ؟ وهل سيتحمل المواطن أى اعباء إضافيه تنتج عن الأثر السلبي لتلك المشروعات التي لن تأتي بثمارها قبل مرور سنوات ؟ّ أرجو أن نتذكر مشروع توشكي .. والذي دُفن قبل أن يأتي ثمارهِ .. بل قبل أن يولد .. لستُ ضد هذه المشروعات .. بالعكس أنا معها قلباً وقالباً ، ولكن .. أتكلم عن التوقيت وفقه الأولويات ، فكان من الأوفق أن تستثمر هذه الأموال في مشروعات تدرإيراداً سريعاً ، وكان يجب أن تنحاز الدوله إلى بسطاء الناس ، ومحاولة إيجاد حلول سريعه وجذريه لمشاكلهم ..
– أما على الصعيد السياسي والدبلوماسي .. فحدث ولا حرج .. أخبرني سيدي الرئيس .. مامعنى أن تقوم مصر بالتصويت على مشروع القرار الفرنسي وكذلك المشروع الروسي بشأن الوضع في سوريا بمجلس الأمن في نفس التوقيت ؟! ومامعنى طرح مشروع قرار مصري بشأن الإستيطان الإسرائيلي .. ثم سحبه ؟! حتى وإن قمنا بالتصويت لصالحه .. بعد إعادة طرحه من دول أخرى ( ليس من بينها دوله عربيه) ! ماهذا التخبط الذي لم نعهده في أداء الدبلوماسيه المصريه من قبل ؟! بما نسمي ما وصلت إليه العلاقات مع المملكه العربيه السعوديه .. ودول الخليج .. مهما كانت الأسباب .. أين الدور المصري في سوريا .. و … و .. أستفسارات كثيره لم أجد إجابه عليها .. سوى إنها .. العشوائيه .. أعلم سيدي الرئيس بأننا أصبحنا في عالم تحده الفوضى من كل الإتجاهات .. كما أعلم إنه في ظل الأحداث الجاريه في كل العالم .. إنك إذا إرتبطت بطرفٍ .. خسرت طرفاً .. أو إكتسبت في نفس الوقت عداوة طرف آخر .. أى كل مكسب دبلوماسي .. مقروناً بخساره .. مما يستلزم وجود دبلوماسيه من نوع خاص .. ولكن للأسف .. الدبلوماسيه الحاليه .. لاتتمتع لا بالمرونه .. ولا بالمهاره التي كانت متوافره في أسلافهم .
سيدي الرئيس .. لا أنكر عليكم ما أنجزتموه .. والتي أذكر أهمها .. شبكة الطرق والكباري الرائعه والتي تم إنجازها في وقت قياسي وسوف ينعكس أثرها الإيجابي على إقتصاديات النقل .. كما إنها تمثل إضافه هامه إلى البنيه الأساسيه للدوله .. وكذلك .. مشروعات محطات توليد الكهرباء والتي وفرت طاقات جديده .. سدت العجز في القطاعات الإنتاجيه والمنزليه .. وأخيراً .. مشروعات الإسكان الإجتماعي .. والتي تهدف إلى القضاء على العشوائيات ..
سيدي الرئيس .. أطلت عليكم .. ولكن .. هذا ” غيضٌ من فيض ” .. فما زال هناك الكثير .. والكثير جداً من الأمور التي تحتاجون فيها إلى مراجعة أنفسكم .. ومراجعة تلك المعايير والتي على أساسها .. تختارون بطانتكم .. وأكرر وصيتي أليكم بتقوى الله ..
فالله عز وجل قالها لرسوله الكريم ..
” يَا َيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ..” (الأحزاب)
وقالها الله عز وجل لعباده ..
” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا .. “
” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً .. ” ( الطلاق)
سيدي الرئيس تذكر دوماً بأنه ..
” قد يسامحك الشعب يوماً ، ولكن .. لن يسامحك التاريخ أبداً”
” إستقيموا يرحمكم الله “
بقلم : محمدعلي النقلي
Elnokaly61@gmail.com
نص المقال المنشور بجريده الجمهور العربي – يناير 2015
نقدر مجهوداتك الحثيثه فى تقديم صورة ” مصر الجديده ” .. مصر ( 25يناير – 30 يونيو ) للعالم الخارجى .. وإعادة ترتيب علاقتنا الإقليميه والدوليه بما يضمن عودة مصر إالى دورها التاريخى والريادى والطبيعى فى الإقليم والعالم ..
نقف إحتراماً وتبجيلاً لما تبذله من جهد لإقامة مشروعات إستثماريه عملاقه ستعود بالنفع علينا إنشاء الله فى المستقبل القريب ..
لاننكر ماتقوم به فى مواجهة الكثير من التحديات كالإرهاب فى سيناء ومحاولة كسر إرادة المصريين … الخ
أقول نقدر كل هذه المجهودات ونقف من وراءك ونؤيدك ونساندك
ولكن ..
مضى على تولي سيادتكم سلطة الرئاسه أكثر من 200 يوم ومازلنا نرى :
الشارع المصري يعج بالفوضى
بطء الأداء الحكومى بصفه عامه .. فهناك بعض (وليس كل) الوزراء مازالوا يعتقدون بأن منصب الوزير هو للوجاهه الإجتماعيه
تأخر الإعلان عن تنفيذ الإستحقاق الأخير من ” خارطة المستقبل ” آلا وهو الإنتخابات البرلمانيه فتارةً نسمع إنها في فبراير وتارةً أخرى نسمع إنها في مارس من هذا العام .. مما يدل على إنها لم تحدد بعد ..
لم نسمع إلى الآن عن إستراتيجيه واضحة المعالم لإصلاح التعليم والصحه والمحليات .. وخلافه
سيدي الرئيس ..
لابد إنك تعلم بأن البطء والقصور فى الأداء الحكومى له أضراره المباشره وغير المباشره على الشارع والناس وعليك شخصياً .. فإنه يخصم منك ولايضيف إليك .. فسارع سيدي الرئيس الى إختيار من يعاونك على تنفيذ فكرك وإستراجيتك .. ولاتخف لومة لائم فأنت كما قلت وكررت مراراً غير مدين لأحد ..
سيدي الرئيس ..
عندما نادينا عليك لم تتأخر .. بل لبيت النداء على الفور ..
فوجدنا فيك الفلاح احمد عرابى , والثائر مصطفى كامل , ووقار سعد زغلول , وشجاعة عبدالناصر , ودهاء وحكمة السادات … وفوق ذلك وطنية كل هؤلاء ..لذا .. أحببناك .. ومازلنا .. فالمصرى لاينسى من سانده .. وكذلك لاينسى من ناصبه العداء او نكل به ..
سيدي الرئيس ..
لاتخذلنا .. فنحن لانحب أن نرى فيك .. جبروت فرعون , علياء الخديويه , كما نرجو أن تعلو فوق أخطاء من سبقوك من .. دكتاتورية النظام , التساهل مع من لايعرف معنى الوطن , الكهوله في إتخاذ القرار , الخضوع للأهل والعشيره …
وأخيراً .. أوصيك سيدى الرئيس بتقوى الله .. فالله عز وجل قالها لرسوله الكريم ..
” يَا َيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ..” (الأحزاب)
وقالها الله عز وجل لعباده ..
” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا .. ”
” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً .. “
” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً .. ” ( الطلاق)
وفقك الله لما فيه نفع وتقدم المصريون الذين وضعوا فيك كل امالهم واحلامهم .. فلا تخذلنـــــــا
ولك منى كل محبه وتقدير وإحترام ,,,,
” استقيموا يرحمكم الله “
بقلم .. محمدعلي النقلي
الجمهور العربى – يناير2015 –
اقرأ للكاتب :